عندما كانت الحرب مشتعلة في جوان 2009 بين الجزائروفرنسا حول تمجيد وتجريم الإستعمار، راح حمد بن خليفة آل ثاني يختار صفه بكل وقاحة من خلال زيارة إلى باريس، وقف فيها مترحما على ضريح الجندي المجهول، وهو يعلم أن نصف تعداد الجنود المقتولين في الجيش الفرنسي خلال القرن الماضي هلكوا في الجزائر على يد مجاهدي جيش التحرير الوطني. الشيخ حمد لم يكتف بشتم الثورة الجزائرية من خلال فعلته تلك، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما راح يتباهى بالثورة الفرنسية التي يعتبرها نموذجا للرقي، ولم يفارق العاصمة باريس حتى قال قولته التي لم ينتبه أحد آنذاك إلى خبث مراميها: لقد نوه ب«الديمقراطية الإيرانية» التي عرفت أربعة رؤساء منذ مجيء الثورة الإيرانية قبل ثلاثين عاما ومقارنا إياها بالبلدان العربية قائلا: “خلال هذه الفترة، لم يتغير الرئيس في البعض من الدول العربية، وبالتالي هذا يدل على أن إيران تمارس الديمقراطية”. فلو سأل أحدهم أي جزائري فإن الجواب سيكون بالقول أن رجل كهذا لا يحق له إطلاقا أن يهين الشهداء بوقوفه على ضريح من قتل وشرد الشعب الجزائري، ولا يحق له التباهي بالديمقراطية الشيعية، وهو يعلم يقينا أن الديمقراطية التي تحققت في الجزائر لا يمكن أن يحلم بها أي قطري. كنا نعتقد أن الرجل قد تاب من غيه وعاد إلى رشده واصطف إلى جانب بني جلدته، لكنه أصر على البغي وارتقى إلى الحضيض من خلال تحالفه مع فرنسا الإستعمارية من أجل إثارة البلابل في الجزائر عبر قناة الفتنة. وليته اكتفى بذلك، بل زاد في التعبير على حقده الدفين للجزائريين ولثورتهم من خلال قرار وقف تسليم إجازات الدخول إلى التراب القطري للشباب الجزائري. وهاهي اليوم الشرطة في الدوحة تتجند للبحث عن أي جزائري انتهت صلاحية رخصة إقامته. في النهاية، تجد أن الجزائريين كلهم على علم بالملايير التي صرفها حمد بن خليفة آل ثاني على القواعد الأمريكية من أجل تدمير العراق وتقسيمه إلى دويلات متناحرة، وكم دفع من الملايير من أجل تدمير باقي الدول العربية، وكم سخّر من طاقة لإثارة الشعوب على حكامها. وبالمقابل تجد حمد بن خليفة آل ثاني يعلم أن الجزائريين ليست لهم الرغبة في زيارة قطر وإذا عزموا على زيارتها فإنهم سيدخلونها فاتحين، وأنهم لا يحتاجون إلى استثماراته في الجزائر ولا إلى ماله القذر، ويعلم أيضا أن الجزائري معروف بقوله “ما عندناش وما يخصناش”.