بدأت قوات عسكرية جزائرية وتونسية على الحدود مع ليبيا في تحصين مواقعها المتقدمة، تحضيرا للتعامل مع هجمات "انتحارية" محتملة يكون مصدرها ليبيا، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر إن "قوات الجيشين الجزائري والتونسي الموجودة في مواقع متقدمة على الحدود مع ليبيا تلقت تعليمات تحذر من احتمال تعرض هذه المواقع العسكرية على الحدود لهجمات كبيرة أو عمليات انتحارية بسيارات أو شاحنات مفخخة". وأضاف أن "الجيشين الجزائري والتونسي بدأ في تحصين عشرات المواقع المتقدمة على الحدود مع ليبيا عبر رفع سواتر ترابية وتحضير خنادق تمنع من تعرض هذه المواقع لهجمات مسلحة". وجاء ذلك بعد تداول تحذير أمني في الجزائر وتونس من احتمال شن جماعات مرتبطة بتنظيم داعش لهجمات انتحارية على الحدود. تنظيم "الدولة الإسلامية" حصل على موطئ قدم له في ليبيا. وقال خبراء إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يجتذب العديد من المؤيدين وخصوصا الشباب في الأوساط الراديكالية في ليبيا، إذ أصبحت مدينة درنة التي تحولت "إمارة إسلامية" أول موطئ قدم له في ليبيا ومعقلا لأنصاره. ويعتبر بعض المراقبين الغربيين والمحللين مدينة درنة معقلا تاريخيا فعليا للمتشددين في ليبيا، خصوصا وأن جماعات منها أعلنت تأييدها لتنظيم "الدولة الإسلامية" على غرار جماعات متطرفة أخرى في شمال إفريقيا من بينها جماعة جند الخلافة في الجزائر وأنصار بيت المقدس في مصر. وقبل أيام حشد ما يسمى ب"تنظيم شورى شباب الإسلام" في درنة مجموعة من أتباعه لمبايعة التنظيم المتطرف أو التمهيد لذلك، فيما أفادت تقارير محلية أن يمنيا وضع على رأس ولاية درنة، بعدما تلقى البيعة مبعوث سعودي للبغدادي من الموالين الجدد هناك. وقال خبير ليبي في الجماعات الجهادية إن "كثيرا من المتطرفين في درنة ينجذبون لتنظيم الدولة، ولكن لأن معظم قادة الجهاديين في ليبيا هم أعضاء سابقون في القاعدة، ولأن هناك صراعا أيديولوجيا بين مؤيدي الدولة، وتنظيم القاعدة لا يوجد حتى الآن إعلان صريح بالانضمام إلى تنظيم الدولة". وقد صنف مجلس الأمن الدولي الأربعاء جماعة أنصار الشريعة في درنة وفي بنغازي جماعة إرهابية كونها على صلة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقال الخبير الليبي إن "القرار استند على تقارير استخباراتية عالية الدقة، لأن أنصار الشريعة لها فعليا روابط وثيقة بالقاعدة أكثر من أية مجموعة متطرفة أخرى".