تمكنت مصالح الدرك بتلمسان من تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب التحف الأثرية النادرة التي تعود إلى أحقاب تاريخية مختلفة حسب مصدر أمني رفيع ، حيث تم توقيف المتورطين الثلاثة الرئيسين في القضية في انتظار الإيقاع بباقي أفراد العصابة. وجاءت هذه العملية التي كانت قرية ماقورة بجنوب تلمسان مسرحا لها، إثر نصب كمين محكم لأفراد الشبكة من طرف أحد عناصر الأمن الذي انتحل صفة تاجر مغربي، وهو ما ساهم في الإيقاع بالمتهمين الذين حجز بحوزتهم على قناع أسد مرصع بالأحجار الكريمة وكذا أواني نحاسية. وذكرت مصادرنا ان التحف التي حجزت يحتمل انها هربت من ليبيا عقب الانفلات الامني الأخير بعد سقوط القذافي. وتعود هذه التحف والآثار إلى العصور القديمة كالعصر الروماني والفرعوني وعصر الحضارة الإسلامية هي أكثر القطع المستهدفة حسب مصادر أمنية مختصة. ويحرك هذه التجارة عصابات دولية ناشطة ومختصة تمتد من الجزائر إلى تونس ثم ليبيا وفرنسا وإيطاليا وصولا إلى الولاياتالمتحدة أو إسرائيل، وهناك يتم بيعها في المزادات العالمية وتباع بالدولارات ويجني فاعلوها ثروات طائلة. أما الممتلكات الثقافية والتحف الأثرية المعرضة للسرقة والتهريب فأغلبها تماثيل بمختلف أشكالها وأنواعها وحقبها التاريخية وتعود إلى العصور القديمة والوسطى ومصابيح وعناصر معمارية ورؤوس ورماح مصنوعة من الصوان والحجر المصقول والتوابيت والحلي إلى جانب المرجان والجرار الفخارية، وتحوي مسحوقا أصفر من المحتمل أن يكون ذهبا، بالإضافة إلى خرائط تاريخية ومخطوطات متعلقة بالكنوز ويستعمل لاستخراجها السحرة والمشعوذين. وكشفت مصادر عليمة أن الخسائر الناجمة عن تهريب التحف تجاوزت خلال السنتين الأخيرتين أكثر من 10 مليار دولار، كما ذكرت مصادرنا أنه تم خلال الثلاث سنوات الأخيرة استرجاع 85400 قطعة أثرية قديمة. وذكر مصدر عليم بالآثار والتحف أن شبكات التهريب التي تعمل في التحف الأثرية تعمل بالتنسيق مع مجموعات من الجزائريين وكذا بالمغرب العربي، كما تتميّز بعدم معرفة أعضاء الشبكات لبعضهم البعض والجهل التام لهوية زعيم العصابة، مما يسهل الإيقاع بها من طرف المصالح الامنية المختصة.