تواصل وحدات الدرك الوطني، محاربة ظاهرة تهريب القطع الأثرية والتحف الفنية الثمينة، التي اتخذت منها شبكات الإجرام وسيلة لتحقيق الربح السريع، حيث تعرض قطع أثرية للبيع بمبالغ خيالية. واستنادا إلى إحصائيات قدمتها القيادة العامة للدرك الوطني، فقد تمكنت هذه الأخيرة من استرجاع 10725 قطعة أثرية وإعتقال 151 شخص، خلال العشر سنوات الأخيرة، فيما تمكنت خلال سنة 2011 من معالجة 23 قضية تم على إثرها اعتقال 27 شخصا، ومصادرة 278 قطعة أثرية. وتعكس إحصائيات الدرك الوطني الارتفاع المخيف، لظاهرة تهريب الآثار، بسبب إدخال تجار الآثار، تقنيات جديدة على الجريمة المنظمة لتضليل قوات الأمن ووحدات الدرك الوطني، التي استطاعت بفضل تطويرها أساليب عملية التحري، إيقاع العديد من الشبكات الإجرامية ووضع حد لنشاطها بمختلف ولايات الوطن، وبالتالي حماية الممتلكات الثقافية. وتشير أرقام ذات المصالح، إلى أن القطع النقدية، تبقى من الأشياء الأكثر تهريبا، نظرا لسهولة نقلها، وبيعها في الأسواق، حيث تمثل 55 بالمائة من نسبة المواد المحجوزة. وتمكنت مختلف المجموعات الولائية للدرك على المستوى الوطني من استرجاع المئات من القطع الأثرية الثمينة، وتوقيف العشرات من المتورطين في المساس بالتراث الثقافي، حيت تمكنت نهاية شهر أكتوبر 2011، من اكتشاف عصابة مختصة في تهريب الآثار بعد الإيقاع بشخص كان يحاول بيع قطع أثرية يعود تاريخها إلى العصر الروماني، تتمثل في 3 مصابيح زيتية، وصحن من الفخار، وبعد التحقيق معه تبين أنه ينشط ضمن شبكة مختصة في تهريب الحفريات الأثرية بولاية قالمة. كما أحبطت ذات المصالح بولاية تبسة، عملية تهريب تمثال من البرونز يعود إلى العصور القديمة، بعد توقيفها شخص وهو يحاول تهريب هذا التمثال. وتعمد الشبكات المختصة في تهريب الآثار، إلى طرح القطع المهربة بأسعار خيالية في الأسواق، استنادا إلى تقارير الفرق الولائية للدرك الوطني، بمختلف الولايات، فبتاريخ 28 جانفي 2011، تمكنت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بولاية الشلف من حجز تمثالين من خليط معدني (ألومونيوم+ سيليسيوم) يمثلان شخصيتين من العصر الفرعوني تحف مقلدة عرضت للبيع بمبلغ 350 مليون سنتيم جزائري، فيما تمكنت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بخنشلة من استرجاع التحف الفنية الفخارية بعضها أصلي والآخر مقلد، حجزت عند شخص كان يحاول تهريبها إلى خارج التراب الوطني. واسترجعت فصيلة الأبحاث بسطيف يوم 26 سبتمبر 2011، تمثال مصنوع من مادة الرخام يمثل سيدة من الشرق الأقصى، عرض للبيع بمبلغ 25 مليار سنتيم، كما تمكنت بتاريخ 21 نوفمبر2011، من حجز أنياب لحيوان الفيل مجلوبة من ساحل العاج وعدد آخر من التحف الفنية المنحوتة من نفس المادة، عرضت للبيع بأثمان باهضة. أما المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بولاية عين الدفلى، فقد استرجعت بتاريخ 12 ديسمبر 2011، مسدس برونزي (ْمًًٌُّّمز) ذو ستة (06) خراطيش من طراز بينيفاير ومجموعة من الذخيرة ضمن مجموعة من التحف القديمة اكتشفت في القرن 19 م. واسترجعت فصيلة الأبحاث بولاية تبسة، تمثال برونزي مقلد متوسط الحجم، يمثل رجل فرعوني في وضعية الوقوف، عرض للبيع من طرف العصابة بمبلغ 150 مليون سنتيم.