تتوجه أنظار هواة الكرة المستديرة عموما والجماهير الجزائرية والمغربية على وجه الخصوص سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة والنصف إلى ملعب 05 جويلية الذي سيكون مسرحا لمباراة في غاية الأهمية، تجمع بين المنتخب الجزائري ونظيره من إفريقيا الوسطى برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي تحتضنها مناصفة الغابون وغينيا الإستوائية. وتكتسي هذه المواجهة أهمية وصعوبة كبيرة للطرفين خاصة بالنسبة لإفريقيا الوسطى المطالبة بتفادي الهزيمة على أمل الظفر بتأشيرة التأهل، في حين أن المباراة تبقى شكلية للمنتخب الوطني بعدما فقد حظوظه في التأهل، ومع ذلك فإن أشبال البوسني حليلوزيتش مطالبين باختتام التصفيات بانتصار من شأنه أن يسمح للاعبين بتحقيق الوثبة النفسية ويعيد الاستقرار إلى صفوف التشكيلة الوطنية، وهو ما يدركه جيدا زملاء بوقرة المطالبون بالتسلح بعزيمة وإرادة فاصلة أم درمان أمام الفراعنة لتحقيق هذا المسعى على أرض الواقع . ويملك الخضر كامل الأسلحة لتحقيق ثان فوز في هذه التصفيات بعد الانتصار الوحيد المحقق في الجولة الثانية أمام المغرب في عنابة. المواجهة الأولى لحليلوزيتش في الجزائر وبعدما قاد رفاق زياني إلى تحقيق نتيجة التعادل في أول مهمة رسمية له على رأس المنتخب الوطني في دار السلام أمام المنتخب التنزاني، سيكون الناخب الوطني سهرة اليوم على موعد مع أول ظهور رسمي له بالجزائر،ورهان الجماهير الرياضية الجزائرية يبقى كبيرا على حنكة البوسني، الذي بدا خلال الندوة الصحفية التي نشطها منتصف الأسبوع الماضي متفائلا بقدرة رفاق جبور على تجاوز عقبة إفريقيا الوسطى، بالرغم من التحفظات والنقائص العديدة التي وعد بالعمل على تداركها في الاستحقاقات الرسمية القادمة التي تنتظر المنتخب الوطني. البوسني لم يجد صعوبة في ضبط التشكيلة الأساسية الظاهر أن ملامح تشكيلة المنتخب الوطني التي ستواجه منتخب إفريقيا الوسطى سهرة اليوم اتضحت ملامحها، وهو ما تجلّى خلال الحصة التدريبية التي جرت سهرة أمس بملعب 5 جويلية، حيث أخضع البوسني “وحيد حليلوزيتش” لاعبيه إلى تمارين تكتيكية خاصة...بعدما قسّم الملعب إلى نصفين إذ دفع في البداية بتشكيلة بدت أنها هي من ستكون الأساسية هذا الأحد، قبل أن يدفع في التمرين الثاني بتشكيلة ثانية ضمن الاحتياطيين حسب ما بدا لنا. مبولحي في الحراسة وفابر خارج القائمةولن يعرف منصب حارس المرمى هذا سهرة اليوم أيّة مفاجأة بما أن التمرين التكتيكي الذي أخضع المدرب لاعبيه له، كان الحارس مبولحي فيه هو الأساسي، على أن يكون حارس اتحاد الجزائر محمد أمين زماموش هو البديل سهرة ، في حين سيكون ميكائيل فابر خارج القائمة. مهدي مصطفى ومصباح لمساندة بوڤرة وبوزيد في الدفاع واختار البوسني إقحام مهدي مصطفى مدافع أجاكسيو أساسيا بدلا عن حشود الذي شارك مع التشكيلة الثانية، فيما كان باديا منذ البداية أن مصباح سيحسمها لصالحه على الجهة اليسرى حتى ولو لم يصب بلحاج، بالنظر إلى مستواه المتوازن مع المنتخب منذ قدومه أو مع ناديه الإيطالي “ليتشي”، هذا ولم يجد حليلوزيتش أدنى صعوبة في تعويض غياب القائد عنتر يحيى في محور الدفاع، في ظل جاهزية المدافع سماعيل بوزيد، حيث أن إصابة مدافع النصر السعودي المفاجئة سهرة يوم الخميس المنصرم لم تخلط أوراقه كثيرا، لأن وجود إسماعيل بوزيد اختصر عليه الطريق، فوجد فيه في التمارين التي قام بها اللاعبون أمس، القطعة التي كانت تنقص بوڤرة في المحور ليكتمل ثنائي محور قوي بأتمّ معنى الكلمة. ڤديورة يعود إلى التشكيلة الأساسية وحليلوزيتش فضل يبدة على لموشية وعكس التّوقعات، فإنّ لموشية كان خارج الحسابات في التشكيلة التي ركز عليها المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، وهو الذي كان مرشحا كي يكون إلى جانب ڤديورة، حيث فضّل البوسني عليه حسان يبدة، الذي تأكد أمس أنه سيكون الأساسي سهرة اليوم، في حين ستعرف التشكيلة الأساسية عودة عدلان ڤديورة الذي غاب عن آخر مبارتين بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، وهي العودة التي كانت مرتقبة في ظل العودة القوية ل “الدبابة” مع نادي ولفرهامبتون الإنجليزي في الأسابيع الأخيرة. مترف مفاجأة البوسني في وسط الميدان وحملت التشكيلة التي جرّبها أمس حليلوزيتش مفاجأة من العيار الثقيل لم يكن أحد يتوقعها، ألا وهي تواجد وسط ميدان شبيبة القبائل حسين مترف ضمن مجموعة الأساسيين، ما يوحي أن المدرب اقتنع بما يقدّمه مترف الذي لاحظناه متقدّما في التمرين، بل أنه تولى دور قيادة الهجمات في الوسط، وهو منصب ليس بجديد عليه، وهو الذي تعوّد من قبل على اللعب دفاعيا وهجوميا في الوسط، وبنسبة كبيرة سيكون أساسيا اليوم. حليلوزيتش فضل غزال على جبور في الهجوم وغيلاس الورقة الرابحة ويمكن أن نسمّي تجريب غزال مع الأساسيين بالمفاجأة، لأن المؤشرات كانت توحي أنه سيكون خارج الحسابات، بالنظر إلى المستوى الهزيل الذي ظل يظهر به في كل خرجة، لكنه أمس كان أساسيا وقد يكون كذلك سهرة اليوم ، أما جبور فقد شارك في التشكيلة الثانية التي جرّبها البوسني. وتبيّن أمس أن مطمور وقادير سيكونان ضمن الحسابات هجوميا بالنظر إلى سرعتهما على الأطراف، إلى جانب فتحي غيلاس الذي سيكون بمثابة الورقة الرابحة التي قد يدفع بها الناخب الوطني في أية لحظة.