في الوقت الذي تسعى الدولة جاهدة للتقليل من نسبة البطالة وتوفير مناصب شغل من خلال جملة المشاريع المطلقة والتي تأتي في مجملها لفائدة الشباب كمنح القروض المصغرة والإعانات المالية، وكذا مشروع ال 100 محل مهني بكل بلدية. فإننا نجد بعض البلديات بالجزائر العاصمة لا تولي أهمية لهذا المشروع الأخير الذي يعتبر بالنسبة لشريحة الشباب «مشروع الحلم» الذي سيساهم في فتح فرص العمل أمامهم والتخلص ولو نسبيا من أزمة البطالة والروتين الذي يتخبطون وسطه، ومثال ذلك ما يحدث بالمحلات ال 50 التي تم إنجازها على مستوى منطقة سيني ستار التابعة لبلدية الرغاية، التي تحولت إلى أوكار للرذيلة والإنحلال الخلقي من طرف مجموعة من الشباب الطائش، الذي وجد الفرصة السانحة لجعلها مقرا لهم لتعاطي المخدرات واحتساء الكحول وحتى الممارسات الجنسية، على اعتبار أن السلطات المحلية تغاضت عن هذا المشروع، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان لاسيما القاطنين في الجهة المقابلة للمحلات، الذين أكدوا ل «السلام اليوم» أنه بالرغم من الأهمية التي تكتسيها هذه المحلات بالنسبة للشباب، والتي ستساعدهم على فتح فرص العمل أمامهم، فإن السلطات المحلية لم تقدم على إجراء أي خطوة لتطهيرها من الرذيلة التي تعتريها وهي على علم بذلك، لاسيما وأن الظاهرة تفاقمت بعد الأحداث التي وقعت بالجزائر بداية السنة الجارية كانتفاضة الغلاء المعيشي الخاصة بالسكر والزيت، حيث عرفت خرابا كبيرا. كما لم تخف العائلات القاطنة بنفس البناية التي تتواجد بها المحلات استنكارها للتصرفات الطائشة التي تصدر من هؤلاء الشباب المنحرف منها الضجيج والملاسنات الكلامية البذيئة ما يضطرهم إلى غلق النوافذ تجنبا لسماع ما لا يرضيهم، مشيرين في نفس الوقت إلى أنه حتى التلاميذ وجدوا ضالتهم في هذه المحلات المهجورة المندرجة في مخطط رئيس الجمهورية القاضي بإنجاز مائة محل في كل بلدية، حيث أصبحوا يقصدونها للإختباء فيها بعد هروبهم من مؤسساتهم التربوية. ولمعرفة الأسباب التي جعلت السلطات البلدية غير ملزمة للسهر على محلات رئيس الجمهورية على مستوى إقليمها والحفاظ عليها وكذا متابعة الإجراءات اللازمة لتوزيعها على شباب المنطقة، كان ل «السلام اليوم» اتصال برئيس المجلس الشعبي البلدي لزعر بشير، الذي أكد لنا بأن حراستها ومتابعتها ليست من صلاحية هيئته المحلية، وإنما هو على عاتق الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب التي يتوجب عليها الوقوف على المشروع الهام، منوها بالحديث عن أشغال الترميم التي مست المحلات ال 50 المتواجدة بمنطقة سيني ستار ورصد لها غلاف مالي تجاوز 370 مليون سنتيم وماتزال متواصلة، وما على الجهات المكلفة بهذا المشروع سوى توزيعها على مستحقيها من الشباب من أجل فتح فرص عمل أمامهم.