استكملت السلطات المحلية لبلدية هراوة مؤخرا تجسيد مشروع 100 محل مهني الذي يندرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية في إطار القضاء على البطالة محليا، حيث تم إنجاز هذه المحلات عبر موقعين بكل من أحياء عين الكحلة ومعمرية، في حين يبقى توزيعها على مستحقيها من الشباب البطال يرتبط بتحرك الجهات المعنية للإفراج عن قائمة المستفيدين قريبا، بالموازاة مع ضرورة عمل المنظمات وآليات التشغيل المكلفة بتعريف أهداف هذا البرنامج وسبل الاستفادة من هذه المحلات، والغرض الذي أنجزت لأجله، وهو الجانب الإعلامي الذي يبقى مطلوبا بقوة أمام نسبية عدد الملفات المودعة في هذا الشأن. وتعد بلدية هراوة من بين أفقر بلديات العاصمة من حيث الموارد المالية المتاحة التي لا تعدو أن تضبط في إطار الميزانية السنوية الممنوحة من طرف ولاية الجزائر بمعدل 10 و15 مليار سنتيم، في غياب أنشطة اقتصادية نوعية تتيح موارد إضافية لخزينة البلدية قصد تجسيد مشاريع تنموية إضافية، وهو الواقع الذي قلل من وجود فرص العمل بالمنطقة مقارنة ببلديات الرويبة والرغاية على مستوى المقاطعة الإدارية للرويبة، حيث يبرر برنامج 100 محل مهني الذي أقره رئيس الجمهورية لتقليص نسب البطالة عبر بلديات الوطن، ومن بينها بلدية هراوة كمتنفس لهؤلاء الشباب البطال لاستحداث مشاريع مصغرة ذات جدوى اقتصادية توفر مناصب عمل دائمة ومؤقتة لسكان المنطقة. وفي سياق تجسيد هذا المسعى، شرعت الجهات المعنية ممثلة في ولاية الجزائر ومصالح دائرة الرويبة بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية هراوة في إنجاز هذا البرنامج مع بداية السداسي الثاني لسنة ,2008 حيث تم تقسيم المشروع الى موقعين في غياب أرضية لاحتضان 100 محل عامل، وهذا يعود إلى أزمة العقار التي تعاني منها البلدية إذ تم تجسيد 50 محلا مهنيا على مستوى حي عين الكحلة واستلامه خلال سنة 2009 حسب ما أكده مصدر من المجلس الشعبي البلدي لهراوة ل''المساء'' في حين عرف موقع معمرية الذي يضم 50 محلا المتبقية بعض العراقيل التي أخرت استلامه الى أواخر سنة ,2010 في انتظار توزيعها على مستحقيها من الشباب البطال من أصحاب المشاريع المصغرة الناجعة، وهذا في أقرب وقت ممكن. وكما هو متعارف عليه في عملية توزيع المحلات الشبانية فإن هذا الجانب تتكفل به لجنة مشتركة تضم المصالح المذكورة سابقا مع إقرار مشاركة فعالة لآليات تشغيل الشباب التي تقوم بدراسة جدوى الملفات المودعة من طرف الشباب وتكييفها مع الغرض الذي أنجزت من أجله باعتبار أن هذه المحلات تم إنجازها بهدف مساعدة هؤلاء الشباب البطال على تجسيد أفكارهم وطموحاتهم في مجالات خدماتية، وحرفية وإنتاجية لاتصل الى مستوى صناعي كبير يؤثر على تناسق العمل والظروف الملائمة لسيرورة نشاط المحلات بكل موقع مستقبلا، وهنا على سبيل المثال لا الحصر يستثنى نشاط عمال الميكانيك النجارة ومختلف أنشطة الورشات، في حين يشجع نشاط القطاع الخدماتي والحرفي كوكالات الإشهار، ومحلات الحلاقة والصناعات التقليدية وغيرها من الخدمات المطلوبة على المستوى المحلي. وفي هذا الجانب يبرز جهل الشباب البطال على مستوى بلدية هراوة بحيثيات برنامج 100 محل مهني حسب ما أوضحه بعض شباب المنطقة في حديثهم ل''المساء'' وهذا من حيث كيفية الاستفادة من هذا المشروع سواء تعلق الأمر بإعداد الملفات المطلوبة أو نوعية النشاط المخصص لمثل هذه المحلات والشروط الواجب توفرها لهذا الغرض، وهو الواقع الذي يعبر عنه قلة عدد الملفات المودعة على مستوى مصالح البلدية ومقاطعة الرويبة رغم أن العملية لاتزال مفتوحة أمام هؤلاء الشباب المستثمر، والتي قدرها مصدرنا بنحو 40 ملفا فقط بعضها لا يستوفي الشروط المطلوبة في إشارة الى غياب وسائل الاتصال المتاحة لتفعيل هذا الجانب الإعلامي حول خصائص مشروع 100 محل مهني بهراوة، حيث يبقى هذا الانشغال يتطلب تدخل الفاعلين من منظمات جمعوية وآليات تشغيل الشباب للتعريف أكثر بكل ما يتعلق بفرص العمل ومتطلبات الاستفادة من المحلات مستقبلا، وهذا من خلال القيام بحملات تحسيسية وتوعوية في هذا المسعى لإتاحة الفرصة لجميع الشباب البطال للظفر بمزايا برنامج رئيس الجمهورية.