ألقى حفيظ دراجي الكاتب الجزائري والمعلق الشهير في شبكة "بين سبورت" القطرية المسؤولية الكاملة لإخفاق ملف الجزائر في احتضان النسخة ال 31 من "الكان" المقرر في عام 2017 على عاتق الدولة، مؤكدا أن فشل الجزائر في احتضان العرس الإفريقي لا يعد مجرد إخفاق كروي بقدر ما يعد فشل ذريع لسياسة الدولة إزاء هذه القضية، وأكد صاحب ال 50 عاما أن هذه الأخيرة بقيت مكتوفة الأيدي في الوقت الذي استغل فيه علي بانغو رئيس الغابون الفراغ العملي في هرم السلطة الجزائرية من أجل تكثيف مساعيه لكسب الرهان لأنه أدرك دور السياسة في صناعة الاستحقاقات الكروية، بينما بقي الملف الجزائري ملفا يتيما . "الكاف لا تتحمل كامل المسؤولية وكان من الواجب سحب ملف الترشح" وفي هذا الصدد قال حفيظ في حواره مع صحيفة "العرب "اللندنية: "الترشح لاحتضان حدث كروي في العالم بأسره يقع على عاتق الدولة، وأنا أحملها المسؤولية لأن التقارير التي وصلتها كانت تستدعي منها التدخل لمواجهة تحركات رئيس الغابون"، وحول محاولات ربط فشل الاحتضان بعدم شفافية عملية التصويت التي أجرتها الاتحادية الإفريقية، رد الإعلامي الرياضي: "صحيح أن الكاف جزء من المشكلة ولكني لا أحملها مسؤولية إخفاق ملف الجزائر، لأنها هيئة مستقلة بذاتها وغارقة في ممارسات يدركها الجميع"، وتابع قائلا: "كان يتوجب سحب الملف لحفظ ماء الوجه، أو الضغط على الغابون لسحب ملفها لصالحنا". "الدولة انشغلت بالتحايل على الشعب في الوقت أعلنتُ فيه أن الغابون ستفوز" وانتقد دراجي الذي بدا مسيرته الإعلامية في 1989 ملف الجزائر واصفا إياه ب "الضعيف"، قائلا: "أفضليته كانت على الورق فقط، بغض النظر عن عدم جاهزية الملاعب، وكان ينقصه تدخل الدولة برئيسها وعلاقاتها"، وأضاف: "كان يجب عدم الادعاء بأن الجزائر تحظى بمكانة متميزة في القارة السمراء، وأنا أعلنت شخصيا في وقت سابق بأن الغابون ستحصل على شرف تنظيم الكان، ولكن السلطات الجزائرية كانت منشغلة بالتحايل على الشعب". "الدولة لم تحترم روراوة والغابون حسمت الأمر بعد مونديال البرازيل" وأشار دراجي إلى أن "السلطات لم تحترم التزامات محمد روراوة مع أعضاء اللجنة التنفيذية ل الكاف"، الذين كانوا قد اتفقوا على منح الكاميرون دورة 2019، وكوت ديفوار 2021، وغينيا 2023، على أن تمنح للجزائر دورة 2017، ولكن هذه أخلطت الأوراق بترشحها لمنافسة الكاميرون وكوت ديفوار، وفي هذا الشأن قال: "سبق لهم الاتفاق على توزيع نهائيات الكان على أن تنال الجزائر شرف تنظيم نسخة 2017، لكن موقف السلطات الجزائرية كان مترددا، ففي البداية قلوا بأنهم غير مستعدين لخلافة ليبيا، الأمر الذي أخلط الأوراق على أعضاء الكاف، وأدى إلى غضبهم من عدم التزام الجزائر بالاتفاق، وبعدها تم تقديم ملف الترشح فيما كان الرئيس الغابوني قد حسم الأمر مع عيسى حياتو منذ مونديال البرازيل". دراجي: "عيسى حياتو شخص حقود ولن يتردد في الانتقام" إلى جانب ما وصفه دراجي ب"تخوف حياتو من تصاعد نفوذ روراوة، وإدراكه أن احتضان الجزائر للدورة يصادف إجراء انتخابات "الكاف"، وبالتالي إمكانية ترشح الحاج وإطاحته بإمبراطوريته"، وتابع: "الرئيس الغابوني استعان كذلك بحلفائه الفرنسيين الذين لديهم مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة في الغابون"، وأبدى معلق التلفزيون الجزائري سابقا خشيته من أن يدفع المنتخب الوطني والنوادي الجزائرية ثمن الانتقادات الشديدة التي وجهت ل حياتو، وقال " العجوز الكاميروني شخص حقود ولن يتردد في الانتقام، ولذلك أنا شخصيا أخشى من أن ينعكس ذلك على المنتخب والنوادي الجزائرية في المنافسات القارية المقبلة". " المغرب وجنوب إفريقيا فقط من يمكنهم استضافة كأس العالم" وتطرق دراجي في حواره للحديث عن التسريبات التي تحدثت عن وجود ملف جزائري تونسي لاحتضان مونديال 2026، وقال: " بلاتير قطع وعودا خلال حملته الدعائية لانتخابات الفيفا لا أساس لها من الصحة، وأنا على يقين بأن أفريقيا لا يمكنها تنظيم كأس العالم إلا في جنوب أفريقيا أو المغرب، لهذا الموضوع برمته يعد كذبة كبرى يراد منها إلهاء الناس"، وتساءل المسؤول الإعلامي بشأن حديث محمد تهمي وزير الرياضة، عن تغيير السياسة الرسمية مع "الكاف"، وقال: "هل كانت لدينا سياسة أصلا حتى نغيرها؟ وهل الجزائر لها القدرة على تغيير الأوضاع في أفريقيا؟ أعتقد بأنه كلام غير مسؤول من طرف ممثل السلطة العمومية، ثم إذا أردت أن تغير شيئا في عالم الكرة الأفريقية، لا يجب أن تعلن ذلك بل تعمل على ذلك في الخفاء".