يتم حاليا بسوق أهراس تصوير فيلمين وثائقيين الأول حول العالم الموسوعي شهاب الدين التيفاشي والثاني حول العالم الفقيه سيدي المسعود حسب ما صرح به مدير الثقافة عمر مانع. واستنادا لذات المسؤول فإن تصوير هذين الفيلمين الوثائقيين يندرج في إطار التعريف بالشخصيات التراثية والإنجازات المميزة في مجاليهما وكذا ضمن سعي مديرية الثقافة للكشف عما تزخر به هذه الولاية من تراث ثري ببعديه المادي والمعنوي. من جهته أوضح باحث في التراث بجامعة سوق أهراس ومعد هذين الإنجازين بالتنسيق مع المؤسسة العالمية للإنتاج السمعي-البصري جلال خشاب بأنه تم الاستناد والاعتماد في هذا العمل على معطيات تاريخية و وثائق وكذلك شهادات تاريخية. وأضاف السيد خشاب بأنه سيتم استكمال تصوير هذين الفيلمين الوثائقيين حول هاتين الشخصيتين في غضون نهاية ماي الجاري. وذكر ذات الباحث بأن شهاب الدين التيفاشي (580-651 للهجرة) هو ابن مدينة تيفاش على بعد 20 كلم عن سوق أهراس واشتهر بحبه للعلم وشغفه في طلبه وكانت له رحلات عديدة إلى المشرق العربي ثم إلى آسيا وتونس و سطع نجمه في مجال البحث الجيولوجي وتميزه في دراسة الحجارة وأنواعها وعلى وجه الخصوص الحجارة الكريمة كما ألف في الفقه والأدب والطب والنفس البشرية. وأضاف ذات السيد خشاب بأن سيدي المسعود (970-1028 للهجرة) الفقيه العالم الذي تنتصب زاويته على ربوة بالقرب من شجرة القديس أوغستين بمدينة سوق أهراس والذي يجهل عنه الكثير هو عالم وفقيه وكاتب تزيد مؤلفاته عن 12 مؤلف أبرزها "الفتح المنير" الذي شرح فيه طريقته في العبادة وتوجهه المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فضلا عن تنقلاته إلى كل من الوادي وبسكرة وخنشلة حيث أسس زاويته الأولى بششار (خنشلة) ثم زاوية أخرى بسوق أهراس. وينحدر سيدي المسعود من أسرة ذات علم انتشر أفرادها عبر القطر الجزائري أبرزهم والده بنور الذي تتواجد زاويته بالجزائر العاصمة ثم أخوه بباتنة في حين توجه شقيقه الآخر إلى أقاصي ليبيا. وقد لمع نجم شقيقه عبد الصمد في مجال الحكاية الشعبية والألغاز. يذكر بأن الأستاذ جلال خشاب يعد حصصا إذاعية حول الثقافة الشعبية تخص المعتقد وينشط كذلك عديد الحصص الإذاعية في المجال ويعكف حاليا على إعداد سيناريوهات لأعمال تلفزيونية حول العادات والتقاليد وأبعادها الثقافية والحضارية والدينية.