جاءت نتائج الخبرة المنجزة في قضية السطو على مركز البريد بحي خمسة جويلية بباب الزوار سنة 2010، لفائدة قابض المكتب بعدما اتضح أنه أصيب فعلا بطلق ناري، وهو ما ينافي ما جاء في التقرير النهائي الذي خلصت إليه مصالح الشرطة والذي جاء فيه أن الموظف اختلق سيناريو محكم للسطو على مبلغ مليار و200 مليون سنتيم من خزينة البريد من خلال افتعال هجوم مسلح بالتنسيق مع شخص آخر . ص.ب الحادثة التي لا تزال راسخة في ذاكرة سكان حي خمسة جويلية رغم مرور خمس سنوات على حدوثها نتيجة حالة الرعب التي أصيبوا بها إثر سماع طلقات نارية في مكتب البريد واعتقدوا أنه عمل ارهابي، وبقيت القضية تراوح مكانها طوال تلك الفترة في أروقة المحاكم وسبق تأجيلها عدة مرات قبل أن تبرمج القضية أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر التي فصلت فيها لصالح المتهم الرئيسي "ش. مرزاق" قابض مركز البريد المستهدف. في منتصف ديسمبر من سنة 2010 تلقت قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر نداء يفيد بتعرّض شخص لطلق ناري بمركز بريد باب الزوار تنقلت مصالح الشرطة بسرعة إلى عين المكان أين اتضح أن المصاب هو قابض المركز وتعرّض لجروح على مستوى البطن وتبين أن مجهولين اقتحموا مركز البريد أين استولوا على مبلغ مليار و130 مليون سنتيم، كما لوحظ في مسرح الجريمة وجود بقعه للدم على حافة الباب ووجود آثار ثقب وتكسير ومع شظايا مقذوفة في مسرح الجريمة، تم سماع الموظف المدعو "ح . ابراهيم " الأخير صرح أنه وفي يوم الوقائع سمع صوت اطلاق ناري ولاحظ شخصا يخرج من المركز حاملا كيسا وفرّ على متن سيارة من نوع بيجو 205 وأضاف أن القابض "ش .مرزاق " تعرض لطلق ناري.
شرطي مزيف ادعى التحقيق في أموال مزوّرة
بعد تماثل الأخير للشفاء تم سماعه وروى لمصالح الشرطة ما وقع معه، مؤكدا أنه وبعد نهاية الدوام بتاريخ الوقائع وعندما كان يعّد الأموال سمع طرقا في الباب ولما استفسر أجابه الطارق أنه شرطي قدم في مهمة رسمية للتحقيق في أموال مزورة ولكنه رفض أن يفتح له الباب واتصل بأمين الصندوق ليخطره أن شرطيا أزعجه فقدم الأخير ولما طرق الباب فتح له فدخل أمين الصندوق وخلفه الشرطي المزعوم الذي صوّب نحوه مسدسا وأصابه بطلق ناري، ولكن الخبرة التي قامت بها الشرطة أكدت أن الرصاصة لا تنطبق على الجرح ولا يمكن ونظرا لسرعتها أن تدخل جسم المصاب دون أن تخرج منه وخلصوا أن المدعو "ش. مرزاق " حاول ايهام المحققيين أنه راح ضحية اعتداء مسلح من أجل السطو على الأموال، كما استنتج المحققون أن الطريقة التي استهدف بها بريد باب الزوار تؤكد أن العصابة تحصلت على معلومات دقيقة بتواطؤ مع عاملين في المركز، ما سهّل العملية وووجهت أصابع الاتهام للقابض "ش. مرزاق " الذي أحيل على محكمة الجنايات بجرم تكوين جماعة أشرار السرقة الموصوفة بسلاح ناري وبعد المداولات القانونية قررت هيئة المحكمة تبرأته من الجرم المنسوب إليه استنادا إلى تقرير الطبيب الذي يؤكد أنه استخرج رصاصة من جسمه.