كشفت مصادر جدّ مطلعة ل "السلاّم" عن إقدام رجال أعمال من شرق البلاد منذ شهور على تزوير فواتير التعاونيات و التلاعب بها من خلال تحويل شحنات الحبوب المستوردة الموجهة إليها، إلى السوق السوداء لبيعها للموالين، و المستثمرين بالولايات الداخلية خاصة. و أسرت مصادرنا التي تحفظت الكشف عن أسماءها في تصريحات ل "السلام"، أن واقع الحال هذا إنعكس سلبا على تعاونية الحبوب والخضر الجافة ببسكرة، التابعة لمجمع "آقروروت آست " العمومي، و جعلها مهددة بالإفلاس، عقب إستحواذ رجال أعمال من شرق البلاد باتوا يشكلون مافيا مختصة على شحنات الحبوب المستوردة ومشتقاتها الموجهة للتعاونية،وبيعها بالسوق السوداء للموالين والمستثمرين الفلاحيين بتواطئ مسؤولين بالتعاونية، على غرار رئيس مصلحة الاستثمار السابق الذي يشغل حاليا منصب نائب مدير وحدة التعاونية ببلدية أوماش ببسكرة. في السياق ذاته أبرزت مصادرنا أن رجال المال هؤلاء جندوا أصحاب شاحنات نقل السلع والبضائع لتحويل الحبوب من مخازن عمومية بكل من عين مليلة وولايات شرقية، وبيعها لمربي المواشي والمستثمرين بأسعار مغرية تصل إلى ثلاثة آلاف دينار للقنطار الواحد، سعر يعتبر منخفضا جدا لهذه المادة مقارنة بالسعر الحقيق المتداول في السوق، و الذي يتراوح ما بين 4500 و 5000 دج، هذا و تسجل هذه الشحنات "المسروقة" من طرف مسؤولي بالتعاونية على أنها دخلت مستودعات و مخازن تعاونية الحبوب والخضر الجافة ببسكرة. هذا و كشف محدثنا أن وجهة شحنات الحبوب الجافة المستوردة غالبا ما تكون نحو ولايات الأغواط والجلفة أين يتم تفريغها بمستودعات خاصة ليلا يتم كراءها مسبقا، بالتنسيق مع أصحاب الشاحنات، وكذا مؤسسات خاصة منها شركة "سوف سومول"، ومطاحن "نجمة" بحاسي خليفة بواد سوف ...صاحب الشاحنة يقوم ببيع الكمية المحملة واستلام المبلغ ليتقاسمه مناصفة مع المسؤول بالإدارة، كما يتلقى راتب تحويل السلع على أساس أنه حولها إلى مخزن التعاونية المتواجد بمنطقة "أوماش" ببسكرة وبفاتورة المؤسسة، دون مراقبة أو محاسبة، وأكدت مصادرنا أن التعاونية مهددة بالإفلاس بعد أن عاث مسؤولون فيها فسادا. واقع الحال هذا هو نفسه الذي عاشته سابقا مؤسسة "ليانة" للحبوب بعنابة والتي أفلست سنة 2002 بعدما تعرضت للسرقة بنفس الطريقة. هذا وتعيش وحدة "آقروروت آست" في بسكرة فوضى في التسيير، جراء تسجيل نقص توازن بين العامل و الإدارة، ووقوع مشاكل إدارية، جراء قيام إدارة الديوان بسحب الثقة من النقابة السابقة للعمال، بعدما نظموا وقفات إحتجاجية سلمية لنيل مطالب وصفوها ب "المشروعة"، و إعادة تنصيب نقابة جديدة تحت لواء اتحاد الوطني للفلاحين، لطمس مطالب العمال الذين اتهموا الإدارة بالاحتكار وممارسة الضغط عليهم.