تسابق الأحزاب السياسية الجديدة الموعودة بورقة الاعتماد الزمن نحو التموقع وإيجاد مكان لها في المعركة الانتخابية المرتقبة ربيع العام المقبل، مركزة كامل اهتمامها على اجتياز عقبة المؤتمرات التأسيسية وتحقيق هيكلة تضمن لها تواجدا ومشاركة. تنصب اهتمامات الأحزاب السياسية الجديدة المنتظر قبول ملفات اعتمادها من طرف وزارة الداخلية على تحقيق أكبر انتشار عبر مختلف ولايات القطر، والحرص على إنجاح المؤتمرات التأسيسية التي ستعلن خلالها عن التأسيس الرسمي والتفرغ لدخول الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة. رهانات متباينة قبيل شروعها في بناء هيكلتها ودخولها حلبة النشاط الحزبي بصفة قانونية ورسمية، ترى معظم التشكيلات الحزبية في تصريحات وزير الداخلية دحو ولد قابلية بخصوص اعتماد دائرته الوزارية ما بين بين 5 إلى 6 أحزاب جديدة، مجرد تصريح إعلامي لم تتلق إثره أية ضمانات أو أي ما يؤكد أو ينفي قبول ملفاتها القانونية، إلا أن كل هذه التشكيلات تؤكد استيفاء ملفاتها لكل الشروط القانونية المطلوبة. فمن جانب حزب جبهة العدالة والتنمية أعلن مؤسس التنظيم عبد الله جاب الله في تصريح سابق ل “السلام” منتصف جانفي 2012، موعدا لعقد المؤتمر التأسيسي لحركته التي يرى فيها بديلا للمعارضة الحزبية في الجزائر. ويراهن جاب الله في هذه الأثناء على استقطاب مزيد من العناصر النسوية لتعزيز وعائه النضالي وجعله مطابقا لشرط الكوطة التي جاء بها القانون العضوي الجديد المتعلق بالانتخابات. ولا يجد رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية عمارة بن يونس على حد تأكيد الأخير في تصريح ل “السلام” أمس، أهمية في طرح برنامجه الانتخابي في الظرف الراهن لطالما أن الشغل الشاغل حاليا -يقول- هو الظفر بورقة الاعتماد التي يتوقع أنها مجرد تحصيل حاصل، ليس إلا -يوضح عمارة بن يونس- لأن وزير الداخلية تحدث عن اعتماد أحزاب جديدة، ولكن لأن الحزب أودع ملفا قانونيا كامل الشروط القانونية والإدارية المطلوبة. ولا يوجد في أجندة حزب عمارة بن يونس أي تحضير لمؤتمر تأسيسي في الأيام القادمة، بالإبقاء على مؤتمر التأسس الأول المنعقد شهر جويلية الماضي، لكن يحضر الحزب ذاته لعقد ثلاث”3” لقاءات جهوية الأول سيجمع ولايات وسط البلاد بالجزائر العاصمة يوم 19 نوفمبر الجاري، والثاني سيخصص للقاء قاعدة الحزب بغرب البلاد يوم 26 من الشهر نفسه، ولقاء آخر لولايات شرق البلاد بقسنطينة يوم 3 ديسمبر القادم، في انتظار فتح معركة التمثيل النسوي التي قال عنها بأنه يتطلع لتحقيق 50 بالمائة، أي بإشراك المرأة مناصفة مع الرجل مناصب تمثيل الحزب في المجالس المنتخبة. مؤتمر تأسيس حزب العدالة والحرية رأس السنة القادمة من جهته رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد أعلن تاريخ الفاتح من جانفي 2012 موعدا لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب، وهو اللقاء الذي سيدرس خلاله حظوظ التنظيم في دخول سباق الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة، وكذا رصد إمكانيات تحقيق شرط التمثيل النسوي وتوظيف عنصر الشباب في هياكل الحزب. إلى ذلك يرى محمد السعيد هو الآخر مسألة اعتماد حزبه من قبيل تحصيل الحاصل الذي لم يعد بمقدور الداخلية القفز عليه طالما أن الملف المودع لديها كامل الشروط. صمت في حزب الجبهة الديمقراطية في هذا الظرف المتسم بسباق التشكيلات المقبلة على المشهد السياسي الجزائري، ومحاولة حجز لها مكان في الساحة الإعلامية، يبقي مؤسس حزب الجبهة الديمقراطية على حالة الصمت المطبق منذ مغادرته دواليب الحكم وممارسة السلطة، غير أنه لا يدع فرصة يدلي فيها بتصريحات للتأكيد على طابع حزب المعارض، مبديا رفضه للمعالجة القائمة حاليا للأزمة التي تعيشها البلاد، بالرغم من ذلك تعد جبهة غزالي من الأسماء المرشحة لدخول حظيرة الأحزاب المعتمدة.