كشفت الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها ولاية بجاية على غرار ولايات الوطن عن وجود نقائص عديدة زادت من معاناة السكان، بالإضافة إلى تلك التي تعاني منها شبكة الطرقات، فإن الآلاف من التلاميذ لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة في العديد من المناطق الريفية والنائية وحتى شبه الحضرية مثل بلديات فناية، كنديرة، أكفادو، أذكار والقائمة طويلة بسبب موجة البرد والثلج وغياب المازوت في المؤسسات التعليمية. حيث غياب التدفئة بأغلب لمدارس خاصة الإبتدائيات دفع بالتلاميذ لمقاطعة الدراسة لأيام، حيث شبه البعض منهم في عدة بلديات أقسامهم بغرف التبريد بالنظر إلى البرودة الشديدة داخلها خصوصا المدارس الواقعة في المرتفعات، وزاد من صعوبة الالتحاق بالaمؤسسات التعليمية في عدة قرى وأحياء تابعة لبلديات بجاية خلال الأيام الأخيرة نقص النقل المدرسي وغيابه بالنسبة لبعض الأحياء الأخرى، حيث يضطر التلاميذ لقطع مسافات مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية الأمر الذي عجز عنه أغلب المتمدرسين في الأيام الأخيرة بسبب قطع الطرقات التي غمرتها مياه الأمطار. وفي نفس السياق، تطرق السكان إلى مشكل آخر لا يقل أهمية عن النقل المدرسي والتدفئة، يتمثل في حرمان عشرات مئات التلاميذ من الإطعام المدرسي، نظرا لعدم حصول البلديات على الأغلفة المالية التي تسمح لها بتزويد المؤسسات التعليمية بالموارد المالية المناسبة لفتح المطاعم المدرسية، وحاولت مديرية التربية لولاية بجاية جاهدة منذ حلول الاضطرابات الجوي، وقد قامت بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، البلدية، والولاية وغيرها قصد حلحلة هذه المشاكل والعمل على إيجاد مخرج لها، ولعل النقطة الجوهرية هي مساعدة التلاميذ في مختلف الأطوار للالتحاق بمقاعد الدراسة لإبعاد شبح التأخر في المقررات والمناهج الدراسية. وقد أكد السيد بادر إبراهيم مدير التربية لولاية بجاية، بأنه يتابع هذا الملف شخصيا بمعية مختلف مصالحه على مستوى مديرية التربية، بهدف التدخل في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي استحسنته فدرالية أولياء التلاميذ، حيث تتكامل الجهود على أرض الواقع، كما أن مصالح البلدية هي الأخرى لم تتأخر عن الاستجابة لنداء مديرية التربية وتحاول تقديم المساعدات اللازمة حسب الإمكانيات المتاحة، وتطبيقا لتعليمة وزيرة التربية السيدة نورية بن غبريط حول استدراك التأخر، فإن مديرية التربية تبذل مجهودا معتبرا لتجسيدها على أرض الواقع وتمكين المتمدرسين في مختلف الأطوار لتحقيق الهدف المنشود، والحفاظ على وتيرة التعليم بالولاية على مستوى جميع المؤسسات التربوية. ومن جهة أخرى يعاني سكان العديد من المناطق من قلة غاز البوتان والمازوت، مما جعلهم يعبرون عن تذمرهم الكبير إزاء هذا المشكل، ويأملون من المصالح المعنية والسلطات المحلية التدخل لتزويدهم من المواد الطاقوية الضرورية وذلك لمقاومة البرد. أضف إلى ذلك تشكيل برك مائية في العديد من أحياء ولاية بجاية وحتى في عاصمة الولاية، وهو الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في المواضيع ذات الصلة بالمشاريع التنموية التي تنجز وتترك وراءها عيوبا، تتسبب في خلق مشاكل للمواطنين.