يأمل سكان الحي الفوضوي 234 مسكنا ببومعطي في الحراش أن يتم إدراجهم في عملية الترحيل المقبلة بعدما تحولت حياتهم إلى جحيم داخل سكنات شيدوها بأنفسهم بسب أزمة السكن التي يعانون منها حيث أضحى العيش مع عائلاتهم في سكنات ضيقة أمرا صعبا. العائلات أكدت أن سكناتها التي تقطنها منذ سنوات أصبحت غير قادرة على الصمود أكثر في وجه التقلبات الجوية التي تشهدها الجزائر من وقت لآخر، حيث أدى التهاطل الغزير للأمطار شهر جانفي المنصرم إلى تسرب المياه إلى داخل سكناتها، ما اضطر البعض منها للانتقال إلى الإقامة عند الأهل حتى يتحسن الطقس. سكان الحي الفوضوي من أبناء المنطقة قال ممثل عن السكان أن قاطنيه ينتمون إلى عائلات تقطن بالحي منذ أكثر من 15 سنة وليسوا غرباء عنه، حيث دفعت بهم أزمة السكن التي يعانون منها إلى إقامة سكنات فوضوية مؤقتة على أمل حل أزمتهم من قبل الجهات المسؤولة، وقاموا بتشييد سكنات بالقرب من الوادي العابر للحراش وكان عددها في البداية لا يتعدى 10 سكنات ليفوق حاليا 234 مسكنا ينتظر قاطنوها الترحيل بفارغ الصبر إلى مسكن لائق. مراسلات عديدة دون فائدة وبخصوص وضعية العائلات القاطنة بالحي القصديري ببومعطي فقد أكد ممثل عن السكان أنهم راسلوا البلدية مرات عديدة من أجل إيصال انشغالهم والاستفسار عن مصيرهم إلا أنهم في كل مرة تقابل مراسلتهم بالوعود التي لا ترى النور، مشيرين إلى أنهم تنقلوا إلى مقر البلدية عشرات المرات وراسلوا مصالح المقاطعة الإدارية للحراش لمعرفة مصيرهم إلا أنهم يجهلون لحد اليوم مصيرهم في ظل صمت السلطات. ربط عشوائي بالكهرباء والمياه وحسب السكان، فإنهم قاموا بربط سكناتهم عشوائيا بالكهرباء انطلاقا من السكنات المحاذية لهم مما قد يشكل خطرا على حياتهم خاصة في فصل الأمطار حيث تحدث من وقت لآخر شرارات كهربائية، كما أضاف السكان أنهم يتزودون بالماء الشروب بطريقة غير قانونية، فيما يعتمدون على قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم لاسيما في هذا الفصل البارد الذي يزداد فيه استهلاك غاز البوتان. هذا وأشار قاطنو الحي إلى الرطوبة الشديدة داخل السكنات التي يقطنونها منذ سنوات ما نتج عنه إصابة البعض منهم بأمراض كالربو والحساسية، وفي هذا السياق أشارت إحدى القاطنات بالحي إلى مخاوفها من إصابة أبنائها بالإمراض المزمنة بالنظر إلى ظروف عيشهم الصعبة بالحي. مخاطر عديدة تهدد حياة السكان يشتكي سكان الحي الفوضوي ببومعطي في بلدية الحراش عدة مخاطر تهدد حياتهم في مقدمتها الوادي المحاذي لسكناتهم، والذي يرتفع منسوب مياهه في فصل الأمطار ما يزيد من مخاوف السكان، كما أشار محدثونا إلى خطر جدران السكنات التي أصبحت مهددة بالانهيار في أية لحظة وتشققات وتصدعات بالأرضيات التي يتخوف قاطنوها من اتساعها وابتلاعهم، خاصة أن السكنات بنيت على أرضية لا تصلح للبناء، ما قد يؤدي إلى انزلاق التربة وانهيار السكنات خاصة في هذا الفصل الذي شهد تهاطلا غزيرا للأمطار. هذا وأدى التهاطل الغزير للأمطار في الأسابيع الأخيرة إلى تسرب المياه إلى داخل الغرف مما حول بعضها إلى مستنقعات دفعت بقاطنيها إلى تركها بشكل مؤقت باحثين عن الدفء في مأوى آخر ولو بشكل مؤقت وهو ما أكده أحد القاطنين بالحي الذي أشار إلى تسرب المياه إلى داخل مسكنه ما اضطره للانتقال إلى الإقامة عند أحد الأقارب، وأضاف المتحدث أن مسكنه مهدد بالانهيار في أية لحظة وخوفه على أبنائه دفعه لأخذهم عند جدتهم إلى أن يأتي الفرج. وأضاف ممثل عن سكان الحي أنهم لجأوا إلى الإقامة في الأكواخ نظرا للحالة المعيشية الصعبة التي تلازمهم منذ سنوات طويلة، حيث لا يمكنهم كراء سكنات بأسعار جد مرتفعة، خاصة أن الكثير منهم مدخوله محدود أو يعاني البطالة، ولا يمكن لهذه الشريحة الحصول على سكن ضمن الصيغ الأخرى، باستثناء برنامج الولاية المخصص للقاطنين بالقصدير والأقبية والأسطح، الذي استفادت منه آلاف العائلات لحد الآن. الأمراض تفتك بالسكان تحدث سكان الحي الفوضوي ببومعطي عن الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق بسكناتهم لدرجة أنها تسببت في تعرض العديد منهم خاصة الأطفال وكبار السن إلى أمراض الحساسية والربو، وزاد من انتشار الأمراض بتلك المواقع الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في هذا الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عن ما تأكله وسط النفايات التي تتأخر مصالح النظافة في رفعها. وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل نقص الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم ليلا. ورغم كل الظروف والمعاناة التي تعيشها العائلات القاطنة بحي بومعطي الفوضوي إلا أنها تعلق أمالها على والي الولاية من أجل ترحليهم إلى سكن يحفظ كرامتهم.