فجعت الساحة الشعرية بولاية تلمسان بداية الأسبوع الجاري، بنبأ وفاة الشاعر لحسن طيبي بعد معاناة مع المرض. ويعتبر الراحل من أبرز الشعراء في دائرة سيدي الجلالي جنوب الولاية حيث يملك رصيدا كبيرا من القصائد الشعبية والوطنية، اين شارك في عديد الملتقيات والندوات والأمسيات الشعرية عبر تراب الولاية ومختلف الولايات الأخرى، فرغم التهميش الذي سلط عليه إلا انه ظل من الشعراء الذين حرصوا على تاريخ وأصالة وعمق وتراث مدينة تلمسان. الشاعر الشعبي لحسن طيبي الذي ورغم علته إلا انه أبدع في التعريف بتلمسان ومناطقها، حيث التزم بتقديم الشعر الشعبي المقاوم والمهذب الذي يستطيع أي فرد سماعه يرصد فيه البطولة الرائعة ويتغنّى بالشهداء الأبطال في الجزائر الذين افنوا حياتهم في سبيل استقلال الجزائر وعبر مسيرته الفنية الشعرية الطويلة يمكن أن تتجول تلمسان شعرا دون أن تزورها. وقد ولد الشاعر لحسن بدائرة سيدي الجلالي بتلمسان سنة 1962، وسط تجمع شعبي ومنطقة محافظة سمحت له بدخول ميدان الشعر من خلال الحياة اليومية التي عاشها، بدأ الشعر في بداية الثمانينات عن طريق محاولات لقت إعجاب كل من سمعها تتحدث كلها عن مشاكل اجتماعية وقضايا خاصة بالثورة التحريرية، وأول قصيدة له كانت سنة 1982 بمناسبة الذكرى العشرين للثورة المظفرة. وخلال مسيرته أنتج أكثر من 70 قصيدة شعرية وهي كلها محفوظة في حقوق التأليف من مختلف الأنواع منها الشعبي الملحون التاريخي وغيرها من الطبوع وتعامل في مسيرته مع عدة وجوه فنية معروفة من الوسط الفني على غرار نعيمة الصغيرة والمخرج حبوشي في عمل سينمائي يتحدث عن مشاكل الشباب بعنوان البطالة وخلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية قدم خمس قصائد حول هذه المدينة التاريخية تتغنى بتلمسان وتاريخها ومعالمها إضافة إلى قصيدة أخرى حول الثورة التحريرية وقصيدة إضافية تحدث فيها عن الثقافة الجزائرية وتطورها في السنوات الأخيرة.