تعد بلدية المليليحة دائرة دار الشيوخ ولاية الجلفة إحدى البلديات الفقيرة التي زادتها سنوات النار والدمار فقرا وعزلة تامة، حيث عرف مجلسها الحالي تأخرا ملحوظا في دفع عجلة التنمية إذا ما قورنت بالبلديات الأخرى للولاية رغم توفرها على 908.07 هكتار، حيث يقطنها أزيد من 15000 ساكن عبر عدة تجمعات ريفية منها وحضرية أهمها المركز الحضري المويلح الواقع في قلب الطريق الوطني رقم 146 الرابط بين الجلفة وبوسعادة، حيث يتمركز فيه أكثر من 2500 ساكن إلى جانب ضاية سلوان التي تتوفر على بعض المنشآت القاعدية كقاعة العلاج والفرع الإداري وابتدائية. حيث تكتسي طابعا فلاحيا رعويا جعلها محل استقطاب أنظار المستثمرين الفلاحين، وتتوفر بلدية المليليحة الفتية على 22 محمية معتمدة تفوق مساحتها 22000 هكتار حسب ما أدلى لنا به سكان هاته المنطقة الذين يعلقون أهمية كبرى على حماية وترقية وتطوير هاته المحميات نظرا لما لها من أبعاد اجتماعية واقتصادية في تحسين ظروف معيشة السكان، هذه البلدية حتى أنها تعتمد على إعانات الدولة، وكذا عائدات أنبوب الغاز المار عبر تراب البلدية الذي يغطي العجز الكامل لديون البلدية، غبر أن هاته الموارد لم تساهم مساهمة فعالة في تكاليف المؤسسات التربوية من تدفئة ومطاعم مدرسية حتى وان النقل المدرسي لم يجد حلا مناسبا في وسائل النقل المتاحة من قبل وزارة التضامن الوطني، وهذا بسبب الغياب المستمر للمير الذي كان محل احتجاجات وشكاوى قدمت لكل من الوالي السابق والحالي، كون رئيس البلدية يقطن بمدينة الجلفة ويمارس أعمالا حرة تتعلق بمقاولة أشغال عمومية، حيث تبخترت كل الآمال المعلقة على بناء الثانوية والسكنات الاجتماعية التي لازالت مشاريعها متأخرة رغم توجيهات الوالي الذي زارها مؤخرا، حيث اطلع على المعاناة الحقيقة للسكان عبر تجمعاتها الحضرية وكذا الاكتظاظ المسجل في اكمالية المويلح نظرا للعدد المعتبر من التلاميذ، وفي هذا الشأن يؤكد سكان هذه البلدية الذين يعانون مشكل المياه الصالحة للشرب، كون البلدية رغم توفر على أكثر من 05 آبار ذات مياه عذبة، غير أن مشكل التوزيع حال دون تحقيق الأهداف المسطرة إلى جانب 04 آبار رعوية يستغلها المربون والفلاحون للأغراض الزراعية لتربية المواشي والدواجن، ولم يخف السكان النقص الملحوظ في التهيئة العمرانية سواء تعلق الأمر بتعبيد الممرات وبناء الأرصفة وفتح الممرات الحضرية منها والريفية، حيث أبدوا قلقهم العميق تجاه غياب رئيس البلدية ومجلسه وابتعاده الواسع عن قضايا وانشغالات السكان رغم مساهمة المحافظة السامية لتطوير السهوب التي ساهمت بقسط كبير في تخفيف حدة البطالة باستغلال اليد العاملة المتواجدة عبر مناطق البلدية، ويعترف هؤلاء السكان بأن المشكل الأساسي يكمن في عدم انشغال المير بمشاكل سكان البلدية سواء تعلق الأمر بالتشغيل أو التكوين وحتى بالتحسين الحضري، وهذا على طول الأسبوع، وهو الشيء الذي تأكدنا منه خلال زيارتنا الميدانية لهاته البلدية في أول أيام الأسبوع المخصص لاستقبال المواطنين الأحد، حيث لم نجد لا رئيس البلدية ولا أعضاء المجلس ولا الكاتب العام باستثناء عمال مصلحة الحالة المدنية الذين يقدمون خدماتهم في ظروف صعبة بسبب غياب التدفئة وضيق المقر، وقد تأكدنا من تصريحات المواطنين الذين وجدناهم بعين المكان بأن رئيس البلدية لا يزور البلدية إلا مرة واحدة في الأسبوع، وأحيانا في كل 15 يوما، وان وثائق الصفقات يقوم بتوقيعها بإقامته بمدينة الجلفة، ملتمسين من والي الجلفة التدخل السريع لأخذ احتجاجاتهم بعين الاعتبار على الأقل وإجبار رئيس البلدية ونوابه البقاء ببلديتهم الأصلية إلى جنب مواطنيهم ليعيشوا قضايا وانشغالاتهم اليومية وليس بلدية متنقلة، وهو اضعف الإيمان، يقول هؤلاء المحتجون في كل من المليلحة، ضاية سلوين، والمويلح، وبين هدا وذاك تبقى تنمية المليلحة مؤجلة إلى غاية رئيس بلدية جديد.