دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس إلى تطوير قطاع الصناعات الغذائية وترقية الصادرات في القطاع الفلاحي، كما ناشد الشباب الإستثمار في الفلاحة، وطالب بمزيد من الجهود لبلوغ الأمن الغذائي في بلادنا. أوضح الرئيس في كلمة له بمناسبة إنعقاد الجلسات الوطنية للفلاحة، قرأها أمس نيابة عنه الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام، أنه بالرغم من إتخاذ الدولة لبعض الإجراءات لضبط سوق بعض المنتوجات، إلاّ أنّ تحسين المنتوج الفلاحي يتطلب مشاركة أقوى للصناعات الغذائية في إستغلاله لتغطية إحتياجات السوق المحلية من جهة، وتوفير منافذ جديدة لتسويقه من جهة أخرى، هذا بعدما حث في السياق ذاته، أصحاب الأعمال والمستثمرين، على زيادة الإهتمام بترقية تصدير المنتوج الفلاحي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن التصدير يعتبر نشاطا مميزا في حد ذاته ويتطلب إمكانيات ومهارات تكمل عمل الفلاحين وتساهم في حماية التوازنات المالية الخارجية للبلاد. كما جدد بوتفليقة، حرصه على وقوف الدولة بكل قدراتها إلى جانب النشاط الفلاحي بغية دفعه نحو المزيد من التقدم، وشدد على ضرورة مواصلة برنامج دعم القطاع بمختلف مكوناته رغم الصعوبات المالية التي تواجهها خزينة الدولة حاليا، وإعتبر هذا الدعم عرفانا مستمرا من الجزائر تجاه أريافها وفلاحيها الذين قدّموا الكثير لهذه البلاد كلما واجهت مصاعب وتحديات - يضيف الرئيس-، فضلا عن كونه إستثمارا مربحا في قطاع إقتصادي حيوي وواعد في نفس الوقت، بالنظر لدوره في ضمان الأمن الغذائي للبلاد وما يمكن أن يساهم به من توسيع لقدرات التشغيل وتحسين ظروف الحياة في الأرياف، وتنويع الصادرات من منطلق شساعة الأراضي ومنتوجاتها الفلاحية المتنوعة. وفي سياق ذي صلة دعا رئيس الجمهورية، الشباب إلى الاستثمار أكثر في القطاع الفلاحي، مناشدا الجهات المعنية في الدولة لإعطاء المزيد من المكانة للتكوين في المجال، وقال في هذا الشأن "من النقائص التي يعرفها قطاع الفلاحة ندرة الشباب في محيط النشاط الفلاحي"، وأردف يقول في رسالته "أننا نسجل بقلق ظاهرة تقدم أغلبية الفلاحين في السن".
الإقتصاد الفلاحي أسير المضاربة هذا وإعترف رئيس الدولة، بالمعاناة التي يتخبط فيها الإقتصاد الفلاحي طيلة السنوات الأخيرة، خاصة ما تعلق بضعف الهيكلة، ما جعله - يقول بوتفليقة- "فريسة للمضاربة"، وعليه دعا القائمين على القطاع إلى بذل مزيد من الجهود لإنتشاله من هذا الوضع ودفع عجلة تطويره.
الوئام المدني والمصالحة الوطنية ساهما في النهوض بإقتصاد البلاد من جهة أخرى، أشار الرئيس بوتفليقة في رسالته بالمناسبة، إلى مساهمة الوئام المدني والمصالحة الوطنية، وبشكل كبير في إسترجاع إستقرار البلاد وبناء هياكلها في جميع الميادين، بما في ذلك قطاع الفلاحة، مبرزا في هذا السياق دورهما البارز في إسترجاع نشاط الأراضي الفلاحية التي هجرها أصحابها خلال العشرية السوداء من جهة، ودعم الفلاح ومساندته من جهة أخرى، وقال "بفضلهما (الوئام والمصالحة) تم النهوض بالإقتصاد الوطني".