أفادت مديرية المصالح الفلاحية ببومرداس بأن محصول العنب بمختلف أنواعه لهذه السنة سيناهز المليونين و 200 ألف قنطار، متجاوزا بذلك الكمية المنتجة في السنوات الثلاثة الأخيرة. وما يعكس هذه الوفرة المرتقبة في الإنتاج ، هي المعطيات المتوفرة حاليا و التي تشير إلى تحسن ملحوظ في معدل مردود الإنتاج في الهكتار الواحد في هذا الموسم، وتسجيل ارتفاع طفيف في المساحة الإجمالية المخصصة لهذا المحصول. وقد أوضح مدير الفلاحة بالولاية بأن مردود إنتاج العنب في الهكتار الواحد قد تجاوز في هذا الموسم الكميات المنتجة في السنوات الفارطة، و ذلك بتحقيق 270 قنطار في الهكتار الواحد هذا العام، مقابل معدل 150 قنطار و 170 قنطار في الهكتار خلال السنوات الفارطة. وأضاف بأنه قد تم الانتهاء إلى حد اليوم من إنتاج نحو 400 ألف قنطار من محصول أحد أنواع العنب المنتجة عبر تراب الولاية و المتمثل في عنب "الكاردينال"، فيما لا تزال الأنواع الأخرى و المقدر عددها بنحو 10 أنواع قيد الجني، مثل "الموسكا" و "الدابوكي" الذي يمثل نسبة 70 بالمائة من مجمل المحصول. هذا و أرجع نفس المصدر هذه الوفرة المرتقبة في الإنتاج إلى عدد من العوامل الإيجابية أهمها ملائمة الأحوال الجوية منذ بداية الموسم الفلاحي الجاري، و لجوء أغلبية الفلاحين إلى عملية السقي في الوقت المناسب و دون انقطاع بفضل توفر المياه و الاستعمال العقلاني للأسمدة و المعالجة الحثيثة لمختلف الأمراض المستجدة. كما كان للجوء الفلاحين لاستعمال نظام "العريش" الأثر الإيجابي على المحصول حيث ساهم في مضاعفته في عدد كبير من مناطق الولاية. والجدير بالذكر أن المساحة الإجمالية المخصصة لهذا المحصول عرفت ارتفاعا طفيفا مقارنة بالسنوات الفارطة حيث ناهزت التسعة آلاف هكتار، تعتبر نسبة 90 بالمائة منها ذات إنتاج وفير، إذ تمت زراعتها بالمناطق الشرقية من الولاية مثل بلديات دلس و بغلية و سيدي داود و برج منايل، نظرا لتميز تربتها بالجودة و ملاءمتها لهذا النوع من المحاصيل الزراعية. وتناهز المساحة الإجمالية المسقية من هذا المنتوج أل 30 بالمائة من مجمل المساحة الإجمالية المزروعة و تشغل قرابة 3 آلاف فلاح عبر الولاية بصفة دائمة و موسمية. ومن جهة أخرى أشار المسؤول إلى أن سعر الكلغ الواحد حاليا في أسواق الجملة يقدر ما بين 35 و 40 دج وهو سعر في متناول المستهلك و لكنه لا يخدم الفلاح، مرجعا انخفاض سعر العنب إلى تزامن جنيه مع شهر رمضان الذي يقل فيه استهلاك العنب لتوفر مختلف أنواع الفواكه. وأضاف بأن حلول عيد الفطر و الدخول المدرسي وما ترتب عنهما من أعباء مالية إضافية للعائلات على حساب النفقات الاستهلاكية الأخرى التي تصبح كمالية في مثل هذه الظروف، يؤدي بالتالي إلى التقليل منها أو العزوف عنها كلية.