أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، حكما بالإعدام في حق كل من المتهمين »ل. خليفة« و»ف.عبد المجيد« بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الطفلة القاصر آيت إيدير عقيلة وهي تليمدة في المتوسطة. فصول القضية تعود إلى تاريخ 15 ماي من السنة الفارطة في حدود الساعة الثالثة مساء عندما تقدم المدعو «ك.الوناس» أمام مصالح الدرك الوطني بفريحة، وأبلغهم عن وجود جثة داخل كيس بلاستيكي بالقرب من جسر تسيت ملال بقرية تمغسيت بلدية أغريب. وعند تنقل عناصر الدرك رفقة رجال الحماية المدنية تم إخراج الجثة التي كانت في حالة تعفن ومشوهة، حيث وجدت مذبوحة من الخلف على مستوى القفي والبطن مفتوح من الجهة اليسرى والذراعان مبتورتان واليد اليمنى مبتورة من الكتف واليسر من المرفق. ومن خلال التحري في قضية بحث لفائدة العائلات تبعا لمحضر رقم 432 المؤرخ يوم 15 ماي 2011 المتعلق باختفاء المسماة آيت إيدير عقيلة بشعايب تم استدعاء والدها وأقاربها إلى مصلحة حفظ الجثث فتعرفوا عليها مباشرة، ومن خلال التحريات على جدول المكالمات تبين أنها كانت على اتصال دائم بالمسمى «ف.عبد المجيد». وعند سماع هذا الأخير تبين أنه كان على علاقة غرامية مع الضحية ومارس معها الجنس لعدة مرات، وآخر اتصال معها كان بتاريخ 12 ماي 2011 على الساعة العاشرة ليلا، أين أخبرته بأنه متوجه إلى مدينة بجاية، كما صرح أنه تعرف عليها منذ حوالي ستة أشهر عبر الهاتف وتطورت العلاقة الغرامية بينهما وأصبحا يلتقيان وبعدها أخبرته أنها حامل، فطلب منها التستر أين أصرت على الزواج منه أو تحمله مسؤولية الحمل، وقصد التخلص من مشكلة الحمل أراد التخلص منها بأي ثمن، حيث وفي أمسية يوم الخميس الموافق ل 12 ماي التقى مع المشتبه فيه الثاني والمتهم في قضية الحال المدعو «ل.خليفة» وأخبره بالأمر وعرض عليه فكرة قتلها والتخلص منها نهائيا، وفي صبيحة يوم الجمعة يوم الجريمة الشنعاء في حدود الساعة السابعة صباحا ولكونه كان مع موعد مسبق مع الضحية، التقته بداخل الورشة التي هي ملك لوالده فقام بإدخالها إلى داخل المرآب وكان المدعو «ل.خليفة» مختبئا داخل الورشة، وأثناء الحديث معها تقدم خلفها وقام بطعنها على مستوى الإبط بواسطة خنجر وتم وضعها داخل كيس بلاستيكي ثم وضعاها بالصندوق الخلفي للسيارة من نوع هيونداي أكسنت ملك والده، وعند وصولهما على مستوى أحد الجسور بالطريق المؤدي إلى بلدية أيت خليلي وبعد استطلاع عن خلو المكان من المارة، تم إنزال الضحية ورميها إلى تحت الجسر وعادا حيث أنزل رفيقه «ل.خليفة» بقرية شعايب بينما توجه هو إلى المطار للقاء أحد أقاربه. وفي اليوم الموالي التقى بشريكه واتفقا على تحويل الجثة فقاما بإخراجها من تحت الجسر ووضعها مرة ثانية في الصندوق الخلفي للسيارة وتوجها بها نحو قرية تمغسيت ببلدية أغريب، وعلى مستوى واد تيست ملال أوقف السيارة وقاما برمي الجثة من أعلى الجسر. ولإبعاد الشبهات عنه قام بنقل أربعة شبان من القرية على متن السيارة وتوجه إلى قرية نزغارت ثم إلى بني كسيلة لغرض البحث عن الضحية، وهناك تلقوا مكالمة هاتفية بأن الفتاة وجدت مقتولة وأضاف أن الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها رفقة »ل.خليفة« وذلك لأن المرحومة أرادت تورطه في حملها. المتهم الأول أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة أنكر التهمة المنسوبة إليهما، مصرحا أن صديقه »ل.خليفة« هو من خطط للجريمة، مبعدا تورطه في الجريمة معترفا بمشاركته في رمي الجثة وإخفائها، فيما ممثل الحق العام التمس تسليط الإعدام في حقهما.