اختُتم، عشية أول أمس بالمركب الرياضي للدار البيضاء بالعاصمة، التربص التقني الدولي لرياضة “الكوان كي دو”. التربص أشرف عليه الخبير المؤسس لهذه المنافسة فام قزوين تونغ من فيتنام رفقة الوفد المرافق له، يتقدمهم كل من المغربي قجديبي لحسن (درجة 7) ورئيس الاتحادية الدولية للعبة وأمينها العام روبيرتو فيزمارا (درجة 7) من إيطاليا. وجاء التربص تلبية لدعوة من رابطة الفنون القتالية لولاية الجزائر التي يترأسها موسلي فريد مؤسس رياضة الكوان كي دو بالجزائر. التربص التقني الدولي دام يومين دام التربص التقني الدولي للكوان كي دو يومين كاملين، حيث خُصص اليوم الأول في فترته الصباحية التي امتدت من الساعة 10 صباحا إلى منتصف النهار، للأطفال ما دون سن 14 سنة ذكورا وإناثا. أما الفترة المسائية فكانت للأكابر من الثالثة بعد الزوال إلى غاية السادسة مساء، في حين تم في اليوم الثاني والأخير من هذا التربص، تقديم دروس وعروض حربية بقيادة فام قزوين تونغ ومجموعة من المدربين والأساتذة في الاختصاص الأجانب وكذا المدربين وحاملي الحزام الأسود، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، هذه العروض لقيت إعجاب الجمهور العريض الذي حضر لإشباع فضوله والاستمتاع بهذا النوع من الفنون القتالية الحديثة في بلادنا. وفي الأخير تم تكريم المعلم المشرف على التربص ورئيس الاتحاد الدولي الأمين العام للكوان كيدو ومرافقوهم من طرف اللجنة المنظمة. التربص عرف مشاركة العديد من الولايات من جهة أخرى، فمن حيث حجم المشاركة، عرف التربص مشاركة واسعة شملت 9 ولايات على المستوى الوطني، هي: بومرداس والبليدة والجلفة وتيارت وسعيدة وعين الدفلى والواد وورڤلة واالجزائر العاصمة، بمعدل 29 فريقا ينشطون في هذا الاختصاص، بالإضافة إلى المنتخب الوطني بصنفيه؛ رجال وسيدات. قجديبي لحسن رئيس الاتحاد الدولي للكوان كي دو ل “السلام”: “تفاجأت بالمستوى الذي وجدته وولعُ الجزائريين بكل الرياضات سر تأقلمهم السريع مع الكوان كي دو” أعرب رئيس الاتحادية العالمية للكوان كيدو، المغربي قجديبي لحسن عقب التربص التقني الدولي بالمركب الرياضي الجواري بالدار البيضاء يومي 24 و25 فيفري الجاري، عن رضاه التام وإعجابه الكبير بالانتشار السريع لهذه الرياضة القتالية حديثة الوجود بالجزائر، رغم مرور 8 سنوات فقط على بداية ممارستها من طرف الشباب الجزائري. وأكد أن الجزائر كسبت نقاطا عديدة في ظرف وجيز؛ حيث أكد رئيس الاتحادية الدولية للكوان كيدو، أنه تفاجأ للانتشار الواسع لهذه الرياضة في الجزائر، وقال إنه لم يكن يعتقد أن يتطوّر المستوى بالشكل الذي وقف عليه خلال يومي التربص، لاسيما الإقبال الواسع على ممارستها، إذ كشف أنه انبهر مما اطلع عليه، مؤكدا: “الجزائر تجاوزت العديد من الدول التي كانت السبّاقة في معرفة هذه الرياضة، وذلك من حيث المستوى والانتشار؛ فليس من السهل الوصول إلى هذه النتيجة وكسب كل هذه النقاط في وقت وجيز!”. ”التجاوب الذي أبداه المتربصون محفّز جدا” رئيس الاتحاد الدولي للكوان كيدو أثنى كذلك كثيرا على المتربصين المشاركين؛ حيث قال: “التجاوب الذي يبديه المتربصون في كل مرة نأتي فيها إلى الجزائر، دليل على أن هذه الرياضة سيكون لها شأن كبير في هذا البلد؛ الأمر الذي حفّزنا ودعانا إلى التركيز خلال التربص، على تلقين مختلف التقنيات القاعدية والمتقدمة للعبة”، التي قال عنها: “إنها على غرار معظم الرياضات القتالية، فإن أصلها فيتنامي، وتقوم على فلسفة فيتنامية محضة؛ فمن السهل على المرء الدخول إلى عالمها، لكن من الصعب الخروج منه”، مشيرا في ذلك إلى “الصعوبات الكبيرة التي لقيها الجيشان الفرنسي والأمريكي عند مغامرتهما بغزو فيتنام”. الجزائر ثاني دولة عربية تنتشر فيها هذه الرياضة بعد المغرب وقال قجديبي الذي انتدبه سابقا الاتحاد الدولي لتنشيط دورات تكوينية بالقارة الإفريقية لممارسي الكوان كيدو؛ على اعتبار أنه من المغرب، التي هي من ضمن 35 دولة تنتشر فيها هذه الرياضة على المستوى العالمي، إن تسع دول إفريقية قطعت أشواطا كبيرة في الممارسة وتطوير المستوى، وإن بلدين فقط من أصل 22 دولة عربية يمارسان هذه الرياضة؛ أمر يحتّم علينا أن نعمل على فتح مدارس في البلدان العربية من المحيط إلى الخليج. كما ذكر أن من تلامذته المغربيين من يعمل على ذلك ببعض الدول العربية، كقطر والإمارات رغم وجود الكثير من العراقيل هناك. «يبقى أملنا أن تصبح الكوان كي دو منافسة أولمبية”. من جانب آخر، قال رئيس الاتحاد للكوان كيدو، أنه يأمل أن تعتمد اللجنة الأولمبية هذه الرياضة كمنافسة أولمبية، خاصة أنها عرفت في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا عبر مختلف دول العالم، سيما أنها أصبحت تحظى باهتمام كبير من مختلف الفئات العمرية؛ إذ قال في هذا الصدد: “يبقى هدفنا الأول والأخير أن توافق اللجنة الأولمبية على طلبنا لاعتماد الكوان كي دو كمنافسة أولمبية. صحيح أن الملف تواجهه بعض العراقيل، منها ما هو غير رياضي، لكن يبقى أملنا قائما”. وفي الأخير ختم قجديبي حديثه متمنيا أن تسمح له الظروف بالعودة في مرات أخرى إلى الجزائر، لأنه وجد راحته التامة بها، لتطابق العادات والتقاليد التي تحكم بلده المغرب مع ما وجدهبالجزائر، حتى من حيث الطريقة والولع الذي يتعامل به مع الرياضات القتالية ذات النشء الفيتنامي. مؤسس الكوان كي دو فام قزوين تونغ: ”فخور جدا بما وصلت إليه الكوان كي دو من انتشار وتطور عندكم في هذا الوقت القياسي” أبدى فام قزوين تونغ المعلم المؤسس للكوان كي دو في دردشة قصيرة مع “السلام”، رضى تاما عن التطور الملحوظ والانتشار الواسع الذي شهده هذا النوع من الفنون القتالية مقارنة بالدول التي سبقت الجزائر إليه، ومعربا، في نفس الوقت، عن سعادته بالترحاب الذي يُخَص به في كل مرة يأتي إلى الجزائر؛ حيث قال: “وقفت خلال اليومين السابقين على عدة أمور إيجابية هنا بالجزائر، فالكوان كي دو انتشر بسرعة وأصبح يحظى باهتمام كبير كباقي الرياضات الحربية الأخرى، ثم إني فخور جدا لما وصلتم إليه من تطور في هذه الفترة القصيرة”. وأضاف يقول: “كما أريد أن أشكر السلطات الجزائرية على كل التسهيلات التي تُمنح لنا في كل مرة، وأنوّه بدور المنظمين في إنجاح هذا التربص الذي دار خلال يومين كاملين في أجواء هادئة وتنظيم محكم وإقبال كبير من طرف الشباب الممارسين لهذه الرياضة”. رئيس اللجنة الوطنية للكوان كي دو موسلي فريد: ”نهدف للاحتكاك أكثر بالمستوى العالمي للتحضير للاستحقاقات الدولية القادمة” أكد موسلي فريد رئيس اللجنة الوطنية للكوان كي دو ومؤسس هذه الرياضة بالجزائر، أن الهدف من وراء إقامة هذا التربص التقني هو احتكاك الشباب الممارسين والمدربين من الجزائر مع نظرائهم من البلدان الأوربية والآسيوية التي تسبق الجزائر بأشواط كبيرة، وهذا من أجل تحسين المستوى وتبادل الخبرات وكذا التعرف على مستجدات هذا النوع من الفنون القتالية، “ورغم إمكاناتنا المحدودة إلا أننا استطعنا خلال مشاركتنا الأولى سنة 2007، أن نحرز المركز الثالث بالنسبة للرجال، وهو نقس المركز الذي تمكن من احتلاله في البطولة العالمية الثانية سنة 2011 بالنسبة للجنسين”، ليضيف موسلي فريد قائلا: “نطمح في البطولة العالمية القادمة التي ستقام بفرنسا 2015، أن نسجل نتائج أحسن من سابقتها؛ لأن هدفنا دائما أن نكون الأفضل”، قبل أن يختم حديثه معنا بدعوة السلطات إلى توجيه الدعم اللازم لهذه الرياضة الحديثة ببلادنا. البطولة العالمية للكوان كي دو في 2015 بفرنسا وبمشاركة 35 دولة الجزائر والمغرب فقط من البلدان العربية التي تنتشر فيها هذه الرياضة المغرب عرفت دخول رياضة الكوان كي دو سنة 1982، أما الجزائر فتأسست فيها هذه المنافسة القتالية سنة 2005، 9 منتخبات إفريقية فقط تحت لواء الاتحادية العالمية للكوان كي دو. التربص القادم ستحتضنه المغرب في شهر أفريل الداخل بإشراف المعلم المؤسس فام قزوين تونغ. وعدد ممارسي الكوان كي دو بلغ أكثر من 15 ألف في الجزائر في ظرف 8 سنوات. 27 قاعة على المستوى الوطني ينشط فيها هذا الفن الحربي، والبطولة الوطنية القادمة ستحتضنها مدينة سعيدة في شهر مارس القادم .