بلغت أسعار الحمضيات في بلادنا ذروتها في الفترة الأخيرة، إذ بعد أن تجاوز سعر الليمون 400 دينار في رمضان الماضي، قفزت أسعار البرتقال لتصل حدود 170 دينار للكيلوغرام الواحد، أي نفس الثمن لشراء ثلاث برتقالات فقط، لأن الكيلوغرام الواحد يساوي وزن ثلاث برتقالات، أما إذا أراد المواطن البسيط أن يشتري كيلوغرامين من البرتقال، فإن عليه أن يدفع 340 دينار جزائري أو أكثر، بمعنى أن المواطن البسيط الذي يشتري الخبز والحليب يوميا، أصبح لا يقوى على شراء فاكهة كانت تعتبر بالأمس القريب الأكلة الأكثر تواجدا عبر كل الأسواق في الجزائر وبأسعار لا تتجاوز 20 دينارا للكيلوغرام، أضحت غائبة في المحلات التجارية والأسواق الشعبية، وتحول البرتقال إلى سلعة تعرض إلى جانب بعض الفواكه الاستوائية ك ''الكيوي'' أو ''الأفوكا'' التي قد لا تتعدى أسعارها 100 دينار للكيلوغرام الواحد، وأصبحنا نحرم أطفالنا من تناول فيتامين ''س'' ونحرم أنفسنا من أن نحمل معنا البرتقال لزيارة مريض ما كما كنا نفعل في وقت سابق ليس ببعيد· وفي الوقت الذي يصدّر البلد المجاور المغرب كميات هامة من البرتقال إلى روسيا ليصبح تقليدا يحتفل به في هذا البلد بمناسبة أعياد الميلاد، فإن البيوت الجزائرية أصبحت خالية من هذه الفاكهة التي كانت تزين موائدنا، وفي كثير من الأحيان كانت حدائقنا أو ما يعرف عند العاصميين ب ''سحين الدار'' تتزين بأشجار البرتقال، حيث تحقق اكتفاء العائلات الجزائرية، أو سهول المتيجة وغريس التي تتربع على آلاف الهكتارات من الحمضيات بأنواع البرتقال المختلفة، أما ''الكليمونتين'' وهو نوع من البرتقال ''الملقم '' ببلادنا فلم يعد له أثر في الجزائر ولا في سهول المتيجة، وهو نفس الأمر بالنسبة لمشروب ''أورونجينا'' المشتق من البرتقال والذي يعود أصله لمدينة بوفاريك التي تتوسط سهول المتيجة، فإنه سيزول لا محالة بتحول البرتقال إلى مادة نادرة· وقد نضطر يوما إلى استيراد البرتقال من المغرب أو دول أخرى طالما أن السلطات تسعى إلى استيراد اللحم من السودان، في وقت تزخر فيه الجزائر بالملايين من رؤوس الماشية والأغنام·