أنا عاقل أم جاهل أو مجنون عندما اعتز و افتخر و ارفع رأسي إلى عنان السماء و أقول احمد الله على أنني مسلم و من ملة المسلمين و أعيش بين المسلمين الراكعين الساجدين الصائمين الذين يصلون على النبي في مجلسهم و مجمعهم مفترقهم و اشهد أن لا اله إلا الله و أن محمد عبده ورسوله أنا أقولها بكل اقتناع، إنه نعم العقل. مجنون أم عاقل أنا بالله عليكم عندما اسمع أن احد العشائر بقلب هذا الوطن الأبي العزيز المحافظ على شيمه و عاداته المحمودة تستعد لشن حرب ضروس على عشيرة أخرى لا تبعد عنها سوى بضع كيلومترات بعد أن شعرت بالظلم القاهر عندما اعتدي على حمارها و فك رباطه و صاحبه شيخ مسن عاقب من فك عقدة حبل الحمار ؟؟ مع الأسف أن الفاعل كان صبيا و من أدبه أن يتصرف بلطف مع الشيخ لأنه بمثابة جده إلا أن جاهلية القرن الواحد والعشرين التي يتشبع بها والد الصبي قتلت الشيخ معلنة في نفس الوقت حربا ضروسا بين عشيرتين و سميت المعركة " معركة الحمار الأجرب" ... العز والكرامة للحمار .... كلنا نحميك يا حمار ... بالنفس بالدم بالروح نفديك يا جحش ... و لولا قوات الأمن لا كانت انهار و وديان من الدماء و لازال الحذر مطلوبا لان الحمار لا زال ينهق بينما مات الشيخ و المعادلة تجبر أهل العشيرة التي تريد الثأر أن يموت الحمار ؟ جاهلية ما بعدها من جاهلية ؟ و العجب العجاب أن يحدث هذا أيام عيد الفطر المبارك ؟؟؟ أنا عاقل أم مجنون عندما اسمع و أتفقد المكان الذي ذبح فيه رجل تجاوز الأربعين زوجته قبل العيد بسويعات ؟ أين نعيش ؟؟ هل حقا في بلاد المسلمين؟؟ كيف تجرأ تلك المرأة على قتل زوجها بعدما أتم صلاة العيد عائدا ليقبل على أولاده الذين تركهم نياما ليجد نفسه ضحية أمهم . أين الإسلام في قلوب هؤلاء و اسألوا أهل حاسي ماماش عن تلك الجريمة التي وقعت في اعز أيام العيد عندما يقتل زوجته بما يريد ان يحكم هؤلاء؟ هل هم شذاذ؟ ماذا يحدث؟ أين القيم الأخلاقية و الإنسانية؟ نحن على حافة الهاوية.. من المتسبب في هذا الانحلال الذي انطلق من الخيانة الزوجية إلى قتل النفس البشرية إلى ما يحمد عقباه تدهورت الأمور بشكل مرعب للغاية أنقذونا و أنقذوا جيل المستقبل الذي قلب اعوجاجه الموازين بعد أن تخلى الكل عن مسؤولياتهم، المعلم في مدرسته بسبب القوانين الردعية التي تجبره على أن يحترم حقوق الطفل حتى يدخن و يتكلم حرا في فصله و يمنع الضرب عنه منعا بات . و بعد أن تخلت الأم عن تربية ابنها لأنها دائما في السوق و العمل و اسند دور التربية إلى دور الحضانة و المربيات و..و..و و بعد أن احتلت الفضائيات محل حكايات و حدوثات الجدات . لان الجدات منهن من زج بهن إلى ديار الرحمة و منهن من ركن في زوايا البيوت حتى لا يفسدن طبائع الأولاد بمرجعية لا يحبذها أولياء هذا العصر الذي كثرت فيه جرائم ما بعدها من جرائم في اعز و أقدس أيام المسلمين.. إلى أين نحن ذاهبون و ماذا ينتظر أهل الحل و العقد أم نتركها فإنها مأمورة .... إلى اليوم الموعود الذي نخشى فيه أن يصبح السجن بيتا مريحا يحبذه الكل، أعوذ بالله..