عاشت مدينة الشلف خلال يومي الاثنين و الثلاثاء 12 و 13 ديسمبر 2011 وقائع الملتقى الوطني الثاني حول التاريخ الحديث و المعاصر لمنطقة الشلف من سنة 1518 إلى سنة 1962 ، حيث احتضن فندق الونشريس مجرياته بعدما تعذر على اللجنة المنظمة عقده في القطب الجامعي نتيجة الاحتجاجات الطلابية ، وقد تداول الأساتذة المتدخلون على إبراز العمق التاريخي للمنطقة بداية من الفترة العثمانية التي شهدت دورا هاما لمدن مازونة و تنس و مليانة ، مرورا إلى علاقة بايلك الغرب بالسلطة العثمانية التي تطرق إليها الأستاذ حميد ايت حبوش ، وفيما يخص المقاومة المسلحة قدم الأستاذ فارس العيد مسارا امتد من 1835 إلى 1847 ابرز خلاله جهود المنطقة و مساهمتها في مقامة الفرنسيين . أما الأستاذ محمود سي احمد فقد أماط اللثام عن شخصية سحنون بن عثمان الونشريسي ، كما قدمت الأستاذة أسيا متلف دراسة تاريخية وصفية لكتاب المرآة الجلية للشيخ الجيلالي بن عبد الحكم العطافي ، ولم يغفل الأستاذ سلاماني عبد القادر عن المحارق الفرنسية بجبال الظهرة واختار قبيلة صبيح نموذجا لذلك ، وشدت محاضرة الأستاذ العربي بلعزوز انتباه الحضور من خلال حديثه عن انعكاسات الحرب الأهلية الاسبانية على منطقة الشلف بين 1939- 1943 حيث لجأ كثير من الإسبان الهاربين من جحيم الجنرال فرانكو بعد نهاية الحرب الأهلية باسبانيا الى الشلف ، وتوزعوا في عدة مخيمات ، مثل مخيم موليير و العبادية و الجلفة ، واختار الأستاذ رشيد زوبير فترة الثورة التحريرية ليسرد التنظيمات الاستعمارية المتعلقة بالمعتقلات الفرنسية بالولاية الرابعة ، حيث مكن الحضور من التعرف على أصناف المعتقلات السائدة في الفترة الاستعمارية ، في محاضرة نالت إعجاب الجميع ، وقدم الأستاذ لخضر سعيداني ورقة تضمنت منطقة الونشريس من خلال المصادر التاريخية و الجغرافية إضافة إلى بطاقة تعريفية بأشهر علماء الونشريس ، و قد خرج الملتقى بعدة توصيات دعت الى جعله سنويا ، والتوصية بطبع أعماله ، من اجل اعطاء منطقة الشلف نصيبها من البحث التاريخي . سعيداني لخضر