كنّا ننتظرها بشغف ... كمن يترقب رؤية هلال الإفطار و العيد ... كنّا نستعد للاحتفال، نزين الشوارع و نعيد ترتيب البيت الونشريسي ... و نتحقق من حضور الضيوف كل الضيوف ... كنّا حين كنّا نريدها أجمل أيام الونشريس، فذلك ما نملك: تاريخ مشرق و عظيم صنعته أيدي الرجال و الأبطال هذا الأسبوع عام جديد على ذكرى استشهاد القائد سي الجيلالي بونعامة رحمه الله ... مناسبة تحتفل بها بلدية برج بونعامة ... قبل الذكرى كنت أنتظر حقا مكالمة أو دعوة صغيرة أحظى بها من مجلس البلدية علّني أستطيع المشاركة و لو بوقفة على قبر الشهيد ... طال الانتظار و لم يظهر شيء من كل أمنياتي ... فقررت أن أغيّر وجهتي و أبتعد قدر ما استطعت عن ولايتي حتى لا أحضر شيئا مما يسميه القائمون عليه " تظاهرة " تخلو من جميع مظاهر الاحتفاء و الاحتفال و التاريخ و الثقافة مجموعة في كلمة " تخليد ". عذرا ... لكنكم فشلتم للعام الثاني على التوالي في إحياء تظاهرة كبيرة بحجم اسم كبير رغم أنها ليست المرة الأولى و لا حتى العاشرة ... بل كانت قبل اليوم بألف ألف خير، و كانت قبل اليوم ملتقى جميلا لرجال التاريخ و الثقافة و الأدب والسياسة من مجاهدين و أكاديميين و أساتذة وطلبة. عذرا ... لكنكم فشلتم في تصدير صورة جميلة للونشريس تاريخا و سياحة عذرا ... لكنكم فشلتم في الاحتفاظ بأسماء زيّنت ذكرى استشهاد بونعامة في سنوات خلت ... ما بقي منها إلا الحروف من أسماءها. عذرا ... لكنكم فشلتم في تقديم الجديد المفيد لجيل لا يعرف عن تاريخ وطنه إلا الأسماء فقط ... قد يعرف ابن منطقتنا العربي بن مهيدي تاريخا و أفعالا، و لا يعرف عن بونعامة " الراجل " إلا اسما على لافتة مدخل و مخرج البلدية . عذرا ... لكنكم فشلتم في تكريم نجباء المنطقة من الحاصلين على شهادة البكالوريا و التعليم المتوسط و الابتدائي بامتياز منذ ظهور النتائج إلى الآن، و قد سبقتكم بلديات متواضعة جدا في حسن التكريم و إجادة إيفاء الحق لأصحابه عذرا ... لكنكم لا تستحقون عذرا هو أقبح من ذنب، فقد كان بإمكانكم أن تجعلوا أمر إحياء الذكرى مشورة لأصحاب الرأي و الحكمة، لكنكم انفردتم برأيكم كما سابق عهدكم ... عذرا أيها القائمون على ذكرى استشهاد الجيلالي بونعامة، لأنكم جعلتموني أترحم على زمن كانت فيه شهادة التكريم أغلى و أعظم رغم أنها ورقة و سطور فقط ... أحمد الونشريسي 06 أوت 2014