إن الثمرة المرجوة من التعليم لن تتأتى دون أن نبذل قصارى جهودنا المتمثلة في الاهتمام بالناشئة اهتماما من كل الجوانب من تذليل الصعوبات و تعبيد الطريق نحو الوصول إلى الهدف المنشودة بخطة واضحة المعالم و المتابعة الدورية للوقوف على النقائص و استدراكها في وقتها . "خلاه في الفراش ممدود.. و راح يعزي في محمود"، هذا المثل الشعبي ينطبق تماما على المسؤولة الأولى عن قطاع التربية بالجزائر، حيث علمنا نحن أولياء التلاميذ النجباء عبر شاشة التلفزيون بقيام وزيرة التربية الوطنية المتواجدة بفرنسا بزيارة المدرسة الدولية الجزائرية بباريس حيث اطلعت على الوضعية في هذه المدرسة التي أنشئت بموجب مرسوم رئاسي صدر بتاريخ 17 أكتوبر حيث كان لها حديثا مطولا مع مسؤولي المدرسة التي تحمل اسم مالك بن نبي و بعض التلاميذ لاسيما الطور الثانوي، تطرقت خلال هذا اللقاء إلى المشاكل المتعلقة بالجانب البيداغوجي و وظروف التمدرس التي من شأنها الرفع من التحصيل العلمي و تحسين نتائج البكالوريا غير أننا تساءلنا عن سر اهتمام الوزيرة بمدرسة دولية جزائرية متواجدة بالتراب الفرنسي في حين هناك مدرسة دولية للرياضيات متواجدة بالتراب الجزائري لم تلق نفس الاهتمام و هي التي شرف نجباؤها الجزائر في أولمبياد 2015 في تايلاندا؟ فأين اهتمامكم يا سيادة الوزيرة بالثانوية الدولية للرياضيات التي تحمل اسم - محمد مخبي - المتواجدة ببلدية القبة -الجزائر- و التي لا تبعد عن مكتبكم إلا بضع كيلومترات؟ فظروف التمدرس السيئة من وجبات رديئة و إيواء يفتقر إلى أبسط الشروط ، فلا ماء صالح للشرب و لا ما ء ساخن للإستحمام ، ناهيك عن التعيينات المتأخرة للأساتذة و سوء المعاملة من طرف مديرة الثانوية و هذا رغم الإحتجاجات المتكررة و الإضرابات التي شهدتها سنوات 2011 ، 2013 ،2015 التي شنها النجباء من أجل تحسين ظروف التمدرس والمعيشة و التي كان من نتائجها رجوع التلاميذ إلى مؤسساتهم الأصلية و عزوف الكثير من الطلبة الجدد عن الالتحاق و ما التعداد الإجمالي للتلاميذ للسنة الدراسية الحالية 2016/2015 إلا خير دليل عن صدق ما نقول و نحن الذين عايشنا هذه المهازل بهذه الثانوية باعتبارنا أولياء تلاميذ، حيث لم يتبقى منهم سوى نصف عدد المسجلين أو أقل من ذلك للأسف الشديد. لقد أسمعت لو ناديت حيا .....و لكن لا حياة لمن تنادي أما أنتم يا مسؤولي الثانوية فهاهي بطون الجزائر قد ألقت إليكم بفلذات أكبادها ، فاحفظوا الأمانة و صونوا الوديعة ، فو الله الذي لا إله إلا هو ستسألون يوم القيامة عن هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى طلب العلم و الاستزادة من المعرفة . و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.