مواصلة للوقفة الاحتجاجية التي قام بها سكان مدينة البيرين مطلع الأسبوع الفارط تواصلت قبل أيام الوقفة الثانية التي سميت "بوقفة الكرامة" قام بها مجموعة من سكان البيرين بتأطير من تنسيقية أبناء البيرين التي عينت الأربعاء الفارط على ضوء لقاء جمع ممثلي المجتمع المدني ورؤساء الجمعيات الناشطة في مختلف مجالات الحياة. وفي وقفة جد حضارية وقف جمع غفير من أبناء البيرين بمختلف أعمارهم مرددين عبارات مناهضة "للحقرة والتهميش" خصوصا مع تردي الأوضاع في مختلف القطاعات وكذا التبعية الإدارية حتى في أبسط الأشياء وهو الشيء الذي فجره الحادث المروري المروع الذي أودى بحياة 08 أشخاص وجنين والذي كشف العجز الطبي الذي عكس واقع قطاع الصحة المريض في وجود منشآت وعتاد ضخم في غياب تأطير طبي وإداري، بعدما خسرت الدولة أموالا طائلة على مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية التي أصبحت تقدم دور مؤسسة جوارية فقط نظرا لغياب التغطية الصحية اللازمة في عدم وجود أطباء جراحين ولا أخصائيين. هذا الوضع جعل من قاعتي العمليات مرفق بلا خدمات وهي السياسة التي تنتهجها الجهات الوصية على قطاع الصحة في ولايتنا المليونية. وفي ظل تبادل الاتهامات بين مختلف المسؤولين فمسؤولو الصحة يرمون الكرة إلى المجلس الذي لم يوفر السكن الوظيفي للأطباء الأخصائيين والمجلس يتبرأ من هته التهمة ويصرح بأنه على أتم الاستعداد للتنازل على عمارة بأكملها وتخصيصها للأطباء في حالة تواجدهم ليجد المواطن نفسه بين الإقصاء والاستهتار المحليين والمحسوبية في مؤسسات استشفائية في مدن مجاورة. وعلى ضوء هذه الوقفة التي كانت على شطرين أولها كانت المبادرة الرائعة التي قام بها تجار المدينة خصوصا في الأحياء الرئيسية حيث قاموا بغلق محلاتهم لمدة ساعة تعبيرا عن سخطهم من تردي الأوضاع والتراجع الرهيب الذي عرفته مدينة البيرين من تبعية وتهميش وإقصاء، والشطر الثاني من الوقفة الذي كان عبارة عن تجمع شعبي أمام مصلحة الاستعجالات لمواطنين حاملين رايات سوداء وصناديق أموات وهي رسالة واضحة لمسؤول الأول لولاية الجلفة للنظر في مشروع الطريق الوطني رقم 89 وكذا تفعيل قطاع الصحة إضافة إلى مطالب أخرى صيغة في بيان سيرفع إلى والي الولاية وكذا الوزير الأول ووزراء القطاعات الحساسة. ومن جانب آخر خصت الوقفة بتغطية إعلامية معتبرة بحضور قناة تلفزيونية خاصة ومراسلي بعض الصحف الوطنية الذي نقلوا مطالب السكان في حين تكتم مسؤول المصلحة الإستعجالية ولم يدلي بأي تصريح ومنع من تصوير مرافق المصلحة الشيء الذي يطرح عدة تساؤلات. وتقربت "صوت الجلفة" من المحتجين الذي اختلفت أعمارهم وقد بدا جو الحزن مخيم من أثر الفاجعة ناهيك عن المعانات المستمرة، حيث اكتفوا بالعبارات التالية: "ع.ق."، 42 سنة، بطال غير متزوج: "هل يوجد دائرة تابعة لدائرة؟ ويقصد من خلالها دائرة البيرين التي أصبحت تابعة لدائرة عين وسارة في مختلف القطاعات…" "ث.ع.، 32 سنة، بطال: "عيب وعار أن نقطع مسافة 36 كلم لتقديم إسعاف أولي". "ق.خ."، دكتور: "الوقفة السلمية دليل على قوة المطلب وبساطته في نفس الوقت لأنها متطلبات العيش الرغد وهذا من حق كل مواطن جزائري". "خ.ن."، رئيس جمعية: "البيرين إلى أين؟ لا زلنا نسحب أموالنا من المدن المجاورة؟" "ض.ي."، أستاذ: ننتظر زيارة الوزير الأول التي نعلق عليها أمالا كبيرة، وننتظر من والي الولاية تجسيد الوعود التي كان قد وعد بها في اجتماعه بممثلي المجتمع المدني منذ سنة ونصف".