أدت الوضعية المزرية التي يعيشها العديد من شباب ولاية الجلفة إلى تفشي ظاهرة البطالة في أواسطهم، خاصة وأنّ الكثير من حالات الانتحار كانت بسبب الظروف الاجتماعية القاسية التي يعانيه هؤلاء الشباب في ظل غياب فرص العمل، إذ سجلت العديد من مناطق بلديات الولاية حالات انتحار حرقا وحالات أخرى يهدد أصحابها برمي أنفسهم من أعلى مباني الإدارات والمؤسسات. وقد أكدت جمعيات محلية وممثلين عن المجتمع المدني بولاية الجلفة أنّ مئات المحلات المهنية التي أنجزت في إطار برنامج رئيس الجمهورية، بمعدل 100 محل في كل بلدية بمناطق عديدة بولاية الجلفة تظل عرضة للتخريب، بل إنّ معظمها مغلق كما نجده في كل من بلديات مسعد وحاسي بحبح وعين الإبل وعين وسارة والبيرين يشار إلى أنّ أصحابها مستفيدين منها إلا أنهم أبقوها على حالها، والدليل على ذلك عزوف هؤلاء الشباب المستفيد منها كون اختيار أرضية هذه المشاريع برمج في حد ذاته في أماكن مهجورة، بينما تحول أغلبيتها إلى مكان مفضل لمجموعات الأشرار لاستهلاك الخمور والمخدرات، في ظل غياب تام لأيّ مخطط لها لتحويل هذه المشاريع لفضاءات تجارية تمتص بطالة ضربت أطنابها في صفوف شباب منطقة الولاية. وقد أشارت العديد من التقارير الواردة من بعض بلديات ولاية الجلفة أنّ هذه المحلات لازالت نسبة معتبرة منها مجرد مشاريع على ورق فقط دون تجسيد، هذا في الوقت الذي لا يزال فيه مئات الشباب البطال بعديد البلديات بالجلفة ينتظرون منذ سنوات الإفراج عن محلات الرئيس، فرغم أنّ نسبة الإنجاز بها قد انتهت في أغلبها وتفاءل الشباب بها خيرا، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى أوكار للدعارة والفساد وممارسة مختلف الآفات وذلك بسبب إهمال المسؤولين ولامبالاتهم حيالها، والدليل على ذلك حسب محدثو "صوت الجلفة" عزوفهم عن توزيعها على مستحقيها من الشباب، الأمر الذي دفع إلى طرح تساؤلات عديدة حول مصيرها من جهة، ومصير الأموال المخصصة لها، و كذا عدم استغلالها. ومن جهة أخرى يتساءل بيان فرع الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بدائرة مسعد تسلمت "صوت الجلفة" نسخة منه عن هذا الإهمال الذي تعاني منه هذه المحلات المتواجدة في مدينتهم كونها صرفت عليها مبالغ مالية باهظة دون أن تستغل من طرف الشباب العاطل عن العمل وكذا حصر المشاكل والعوائق التي اعترضت طريقهم لممارسة نشاطاتهم، في الوقت الذي طالب فيه ذات البيان الجهات الوصية التدخل العاجل بإجراء تحقيقات معمّقة في وضعية محلات رئيس الجمهورية التي تحولت إلى هياكل بدون روح في أكثر من بلدية، مشيرين إلى أن ما شهده مشروع 100 محل في كل بلدية يدخل في خانة تبديد أموال الدولة، وأمام تماطل مسؤولي معظم بلديات الولاية في توزيع مشروع المائة محل المنتهية أشغالها منذ سنوات هدّد الشباب البطال بالجلفة باقتحامها في حين تواصل السلطات تجاهلها لمطالبهم.