عند منتصف الشك بعضي ، يستقر على خط متموج أمعن السير في اتجاه النار و أصل حيث احترق . *** الكواكب حولي تدور والدنيا بأكملها جاثمة عند قدمَيَّ وحول خصري يلعب الرصاص لعبة التخفي و أنا .. في بهو الحرب أرقص و أغني . *** من يزرع في رمل الوقت قليلا من ماء كي تتفتح في دروبي عيون الرؤيا ؟ كما الموجُ ، تنسحب إلى رأسي الأفكارُ دفعة واحدة . يهتز منبه صمتي ، و أدخل حالات غير مستقرة من البوح . *** هل أحتاج إلى غيمة ومطر .. كي أرسم وجه الشتاء ؟ هل أحتاج قلبا أخضر كي أعشق هذه الأرض وأمتدَّ فيها ؟ *** تتحرك عيون الريح إلى عكس توقعاتي وتتساقط أوراقٌ من رأسي في خريفِ الفكرة أشتت نظراتي هنا وهناك فتتمادى عبر فضولي إلى جسد المدينة *** غزة لم تحترق كنت أنا في جوفها برعما من حجر كانت شظاياي تخترق وجه الشتاء و عيونَ الرصاص كنت التقط صورا من شارع بائس عنوانه أطفالٌ على الرصيف يبيعون أحلامهم ويشترون الخبز اليابس والرصاص القاتل . *** أين أذهب بكل الخوف الذي جمعته من عيونهم ؟ وكيف أشرح لرأسي معاني أهازيجهم المختلطة بألوان ثيابهم غير المتناسقة ؟ *** عند منتصف البؤس أحرك يدي برأسي أجد الشك يأكلها كتفاحة قطفت للتو من شجر الخوف . تعاودني صورهم على شاشة التلفاز .. أطفالٌ ؛ يبسطون على أرضية الموت أعمارهم الصغيرة. وأجسادهم .. أغنياتٌ حزينة تلفظُها حناجر مقهورة إلى المدفعية . *** يغرق التفكير في الفراغ فيفقد بصره و تبقى له حاسة السؤال يفتح عند كل بؤرة قحطِ علامة استفهام بحجم وهم كبير . *** "لا تَأمَن غدر الريح .. هي لا تملك هوية ، ولا انتماء أو ذكريات ." قالها البحر يوما بصوت مذبوح و هو المثقل بغدرها لو يفتح الشاطئ ذراعيه للقصائد ما خانت الريح موجة و لا أوقف البحر يوما عمر إنسان و لا الشتاء خان أطفال غزة . *** حرَّك الليل عقارب وقته و غنى ومزمار الصمت في شفتيه ستتبعه النجوم و شيء فضي مستدير في السماء على ضوئه يسهر الشعراء و تتبعه فلول من الكائنات و من كل مخلوق زوج . *** الليل متأنق بسواده و سيمفونية الريح تليق بعمره و أنا على سريري أستلقي يأخذني النوم بعيدا تحت أغطيتي الصوفية إلى شارع بائس في المدينة. *** تصاوير الأطفال البؤساء .. تعاودني كابوسا لا يرحل حتى يقطع الصباح خلوة الليل وتتمدد ألوان الضوء على بساط الأرض و أفتح عينيَّ على أشلاءٍ مزروعة في خارطة المكان *** بعد منتصف الشك ، في منتهى اليقين يُزهر الشهداء في الروابي تتعطر السماء بأرواحهم و يحرك الليل عقارب وقته ترسل غزة صيحتها في المدى و يتبعها الناي والأغنيات إلى أفق لا يضيق . *** على رؤوس أصابعه ، ينسحب الشك إلى حتفه يعود الزناد إلى موضعه و تخترق الرصاصة رأس الفراغ . *** غزة لا تأمن وشايات الريح و الريح كالموت ،