احتج أولياء تلاميذ مدرسة "لعياضي المختار" بمدينة مسعد في أول يوم للدخول المدرسي، ومنعوا أبنائهم من دخول حجرات الدراسة، للمطالبة باستغلال قاعة "اليوسيكان بيدو" الملاصقة للمدرسة كمطعم لأبنائهم، وحسب معرفتي باحتجاجات أولياء التلاميذ، فإنها لم تخرج في تاريخها عن المطالبة بمنحة 3000 دج، إلا لتتحول حاليا للمطالبة بإنجاز مطعم للتلاميذ، وحرمان حتى بعض تلاميذ المدرسة نفسها، وأطفال وشباب كُثر من ممارسة رياضتهم المفضلة في هذه القاعة التي استغلتها الجمعية الرياضية منذ 1986، وحتى قبل أن تكون هذه المدرسة شيئا مذكورا. إذا كان من حق بعض أولياء التلاميذ المطالبة بتوفير مطعم لأبنائهم خاصة أن من بينهم الكثير من الفقراء فإنه ليس من حق هؤلاء حرمان المئات من الأطفال والشباب من ممارسة رياضتهم المفضلة في قاعة شهدت تخرج مئات الرياضيين على مدى 29 سنة، خاصة أن رئيس البلدية أعطى حلا عادلا للطرفين، وهو الحل الذي يقضي بقسمة القاعة طوليا، فتستفيد المدرسة من نصفها لتخصيصه كمطعم، ويبقى النصف للجمعية في انتظار تهيئة مكان آخر لصالحها، وترك كل القاعة للمدرسة بعد ذلك. رغم أن رئيس الجمعية الرياضية قبل بالحل، إلا ان بعض اولياء الامور رفضوا ذلك، قبل أن يتراجع رئيس البلدية عن رأيه، ويقوم بقصم ثلث النصف مما تبقى للجمعية، رغم أن الأخير تحدث عن اطراف تستغل بعض أولياء الأمور في هكذا مطلب، لإثارة مزيد من المشاكل. بعض الأولياء الذين طالبوا بإلغاء وجود القاعة، وحرمان الأطفال من ممارسة رياضتهم المفضلة، لن تكون لهم الشجاعة ولا الدافع بالتأكيد، للاحتجاج على عدم وجود معلم في اللغة الفرنسية مثلا لتدريس ابنائهم، فالدافع وراء الخبز أقوى بكثير من أي دافع تربوي آخر، ولهذا نشهد تدهورا كبيرا في النتائج التربوية. ما قام به هؤلاء حرم مئات الرياضيين، وجمعية كانت تنشط منذ سنة 1986، فقط لأن هناك من تحرك بإيعاز اطراف قال رئيس البلدية أنها تستهدفه، فحسب البعض أن إعطاء خبزة وعلبة "ياؤورت" هو كل ما يحتاجه ابنائهم ليدرسوا جيدا، فهنيئا لهم هذا الانجاز الرائع بحرمان رياضيين وجمعية كانت تنشط منذ 29 سنة وقدمت ابطالا ونالت ميداليات في هذه الرياضة، جمعية كانت تستوعب مئات الشباب وتنقذهم من خطر الوقوع في خطر الادمان وأحضان الجريمة، خاصة إذا علمنا أن رئيس جمعيتها والمدرب فيها، هو أستاذ ومربي فاضل قدم الكثير للتربية قبل أن يكافئه بعض الأولياء بإصرارهم على تحويل القاعة كمطعم، ومقايضة الرياضة بالخبز.