قصة اختطاف الطفل "زكرياء" ابن السنتين من أمام باب منزله أثارت الكثير من الجدل حول هوية الفاعل خاصة في بلدية "بويرة الأحداب"، تلك المدينة النائية التي يعرف كل شخص فيها الآخر لصغرها وزيادة على ذلك محافظتهم على كل العادات والتقاليد المعروفة عن ولاية الجلفة ليطرح عدة تأويلات حول هوية الفاعل والتأكيد على أن الفاعل من خارج البلدية حسب سكان "بويرة الأحداب". الطفل زكرياء رفقة والده والد الطفل يصرح ل"صوت الجلفة" بأنه يعيش في كابوس ولم يصدق لحد الآن اختفاء ابنه الوحيد خاصة وأنه جاء أمام المنزل حيث أكد بأنه كان في ولاية البليدة يوم اختفاء ابنه ولم يعلم بالقضية سوى إلى حين عودته إلى بلدية "بويرة الأحداب" وأكد بأنه لا يملك أي أعداء ولا يوجه أصابع الاتهام إلى أي شخص وأن همه الوحيد عودة ابنه سالما إلى بيته. الشكوك تحوم حول تاجر متنقل للأفرشة وأكد كل من صادفناه إثناء تواجدنا في بيت الضحية بأن تاجر الأقمشة كان هناك يوم قبل وقع الحادث حتى وقت متأخر من يوم السبت. الواقعة حدثت يوم الأحد إذ أكد شهود عيان أنهم شاهدوا المتهم يبيت في شاحنته رغم الأمطار التي كانت تتساقط على المنطقة وفي الصباح كان يتجول في أحياء القرية ولا يوجد في شاحنته ما يستحق البيع سوى أشياء قليلة لا تستحق كل هذا العناء حسب أحد الشهود. عميلة تمشيط دامت يوم كامل دون جدوى هرع كل سكان المدينة وتم توقيف الدراسة في ذالك اليوم والاستعانة بأطفال المدارس للمساعدة في عملية البحث التي امتدت أكثر من 08 كلم حول المدينة والبحث في كل الأماكن المهجورة وكل بئر موجود لعلى أن الطفل سقط هناك دون جدوى تذكر إذ أكد عم الضحية بأن عملية التمشيط مست كل المناطق وحتى الحجر تم تفتيشه نظرا لحدة الخوف وإصرار أهل المنطقة على إيجاده. الاستعانة بكلب من الناحية الجهوية للدرك الوطني بالبليدة وأكد والد الضحية بأن الدرك الوطني يقوم بعمله على أكمل وجه لحد الآن إذ تمت الاستعانة بأكثر من 200 دركي مع كلب مدرب لمثل هذه الحوادث حيث دل الكلب فريق البحث على إحدى المباني تبعد حولي ب500 عن منزل الطفل، ويتم توقف الكلب عند أحد المنازل التي يقطنها قريب للعائلة وتم التحقيق مع كل من في البيت دون جدوى والتأكيد على النفي من قبل سكان المنزل وبأنهم لم يشاهدوا الطفل ليتم الاستعانة بكلب آخر ليدل رجال الدرك على نفس المكان لتحوم الشكوك حول العائلة التي أكد والد الطفل بأنهم من أقاربه وليس بينهم أي عداوة ليطرح الأمر أكثر من علامة استفهام. التحري حول صاحب الشاحنة مستمر كما تمت الاستعانة بأحد الأشخاص الذي يزاول نفس مهنة المشبوه فيه لإفادة رجال الدرك بمقر سكناه لتختلف الآراء حول ترقيم الشاحنة بين شخص وآخر ليزيد من حدة التوتر إذ أكد شهود بأن ترقيم الشاحنة كان يحمل ترقيم ولاية المدية وتأكيد شهود آخرين أنها من ولاية تيارت ليطرح الأمر فكرة أن صاحب الشاحنة قد استبدل لوحة ترقيم شاحنته وأثناء وجودنا بمقر الدرك لمحنا شاحنة لبيع الأقمشة داخل مقر الدرك الوطني التابع لبلدية "بويرة الأحداب" لم نعرف صاحبها لعدم إفادتنا بأي معلومة، الأمر الذي تفهمناه لحساسية الموقف. ليتأكد بأن الدرك عثر على صاحب الشاحنة وهو من "شلالة العذاورة" بولاية المدية تمت قيادته إلى مقر الدرك منتصف الليل لفتح تحقيق معه، ليتم بعدها التصريح من قبل عم الطفل بأن هناك بوادر خير في الأفق. رئيس المجلس الشعبي البلدي يؤكد تتبع والي ولاية الجلفة للقضية عن كثب وصرح "مير" بلدية "بويرة الأحداب" أن والي ولاية الجلفة يتصل به على الأقل 05 مرات في اليوم لمتابعة القضية وأكد على تأثره النفسي جراء الواقعة الأليمة وتسخير كل الإمكانيات لإيجاد الطفل وإرجاعه إلى أهله سالما معافى وفي إجابتنا عن كيفية وقوع الحادثة أكد المعني بأن لا أحد كان يتوقع حدوثها في "بويرة الأحداب" المدينة الصغيرة النائية التي يسودها الهدوء والسكينة لعدم وجدود كثافة سكانية كبيرة ومعرفة كل الناس لبعضهم من منطلق العشرة القديمة والتأكيد على أنهم من عرش واحد وأكد بذله كل الجهد ليلا نهار لإيجاد الطفل. منزل العائلة يتحول إلى قبلة لسكان البلديات ومواطنين قدموا من مختلف الأنحاء هذا وشهد منزل عائلة الضحية توافد كبير من طرف مواطنين من ولاية الجلفة ومن خارجها لمواساة عائلة الطفل المختفي في ظروف غامضة ومحاولة مواساة العائلة بما يستطيعون فعله وعرض مساعدتهم على العائلة الأمر الذي لاقى استحسان كل المتواجدين والتأكيد بأن الخير مازال موجودا.