قامت أمس مصالح دائرة سطيف بالتنسيق مع المصالح المعنية بإخطار عائلة تيات و صحرة بقرار الترحيل الى مساكنهم الجديدة و هو الخبر الذي تلقته العائلة بفرح كبير لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما وجدت أربع عائلات نفسها تستفيد من سكنيين فقط واحد في شوف لكداد و ألأخر في إقليم مدينة سطيف. و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أكثر من ذلك لم يجد المدعوا “تيات نعيم" نفسه في قائمة المستفيدين من السكن و هو المتزوج و الأب لطفلة و يسكن في هذه الحارة منذ نعومة أظافره مع والدته المعوقة مئة بالمئة و المدعوة “شخشوخ زينب" ابنت مجاهد و هو القرار الذي أدى بالمدعو نعيم الى محاولة الانتحار احتجاجا على هذا القرار و أتى هذا القرار بعد أن تلقى إصابة قوية على مستوى العمود الفقري ناتجة عن سقوطه في سلم المنزل و تنقلنا الى مكان الحادث فوجدنا قوات الأمن الوطني تقوم بعملها بعيدة بأمتار عن مكان “الحارة" مستعدة لأي أعمال شغب لكن حسب السكان فالأمن لم يتعرض الى أي شخص سوى مخاطبتهم لنزع الحجارة و الأبواب الخشبية عن الطريق لعدم تعطيل مصالح الناس حتى الوصول الى حل مباشر مع مصالح الدائرة، كما اطلعنا على الوضع المزري للعائلة و حالة المعاناة التي يعانونها داخل المنزل الذي تحول الى خرابة من قصص البؤساء فالسلالم مكسورة و المياه القذرة تسيل داخل المكان و صور المنزل متهرئ ناهيك عن تواجد العديد من الأطفال و النساء داخل المكان بالإضافة الى عجوز مقعدة و معوقة مئة بالمئة و حسب سكان المنزل فقد رفضوا المنزل الذي تم منحهم إياه و استغربوا كيفية جمع أربعة عائلات في منزلين فقط من غرفتين بمساحة40 متر مربع و هم الذين كانوا ينتظرون قرار الدائرة بفارغ الصبر للرحيل من هذا الجحيم اليومي الذي يعانونه، و من جانب آخر حاولنا الاتصال برئيس دائرة سطيف هاتفيا للاطلاع على ملف العائلة أكثر و أكثر لكنه لم نتمكن من التحدث معهم نظرا لعدم تواجده بمقر الدائرة، و يبقى مشكل البنايات الهشة داخل مركز مدينة سطيف صورة يومية تؤرق الكثير من المواطنين و السلطات على حد سواء نظرا لانتهاء صلاحيات هذه المنازل التي تعود الى العهد الاستعماري و بالضبط بين أعوام 1880 و 1910 و هي التي قاربت على الانهيار جميعا رغم أن بعضها يعد معلما مصنفا مثل حارة حفرة التي أصبحت خرابا حقيقيا.