المتتبع للساحة الإعلامية في الجزائر في السنوات الأخيرة يلاحظ ظهور عدد لا بأس به من الإذاعات المحلية تجسيدا لمشروع رئيس الجمهورية "لكل ولاية إذاعة محلية "،وهذا النوع من الإذاعات يعرف عنه أنه يتعامل مع مجتمع محلي متجانس من كل النواحي تقريبا الاقتصادية الاجتماعية والثقافية، فجمهورها معروف ومحدد مقارنة بالإذاعة المركزية، ومن هنا ينفرد الإعلام المحلي بهذه الميزة تجعله يستطيع الولوج لهذه المجتمعات بسهولة وإحداث التنمية المستدامة فيها، لكن بعد مرور سنوات على ظهور هذه الإذاعات في الجزائر تطرح العديد من الأسئلة حول هذه الإذاعات. هل حققت هذه الإذاعات أهدافها التي أنشأت من أجلها؟! هل تحظى بالاستماع من طرف المستمع الجزائري؟! هل استطاع هذا النوع من الإعلام أن يعيد ولو نسبة من الجمهور الجزائري الذي فر ونفر من اليتيمة إلى الفضائيات الأجنبية؟ّ! وهل تمارس تأثيرا على مستمعيها؟! لقد حققت هذه الإذاعات تواجدا كميا لا نوعيا على الساحة الإعلامية الجزائرية، فهذه الإذاعات بالنسبة لمجتمعنا تشبه كثيرا حالة العربة أمام الحصان بدل أن يقف الحصان أولا من أجل يقوم يجر العربة، إذ كان المطلوب من هذه الإذاعات مساعدة المجتمع على النهوض والتغلب على مشاكله ودفعه إلى الأمام، لكن الحقيقة غير ذلك، فالمتابع لهذه الإذاعات المحلية على اختلافها والتي تبث برامجها على موجاتFM والانترنت لا يجد فلسفة محددة تحكم أداء عملها أو أهدافا إستراتيجية تسعى لتحقيقها، بل إن البرامج والمضامين الإعلامية التي تتنتجها هي واحدة في كل هذه الإذاعات وهي مستمدة من الإذاعة الأم، حتى إن هذه الإذاعات لا تقوى على ملأ ساعات الإرسال إلا بإعادة بث البرامج أو إغراق مستمعيها بالأغاني المنحطة والتي تهدد أخلاق المجتمع ووصل يبعضها الأمر إلى التحريض على العنف من خلال هذه الأغاني "نضرب بالموس المكحلة والكابوس" والأمثلة كثيرة على ذلك إن سلبيات هذه الإذاعات لم يتوقف عند بل تعداه إلى عدم قدرة بعض الإذاعات على تغطية إرسالها كافة رقعة لقد شجعت مثل هذه التصرفات الجمهور الجزائري على النفور من إعلامه توجهه على الإعلام الأجنبي الذي يلبي احتياجاته ورغباته لكنه لن يرحمه.