يتواصل مسلسل المعاناة الذي كانت بطلته البرعمة شيماء، هذه الأخيرة التي ما فتأت أن تكبر إلا و تصطدم بفقدانها لحواسها الثلاث نتيجة خطأ طبي و استهتار جلي من أصحاب مهنة نبيلة تكون سبب في الظفر بمنزلة العيش الهني لمن أدى عمله بضمير مهني خالص. شيماء الطفلة البريئة التي "تكافح" لأجل استرجاع حياتها الطبيعية رغم تعنت إدارة المستشفى و عدم اكتراثهم بحالتها الصحية، الأمر الذي تركها "تصارع" لوحدها مصيرها المجهول. ففي حديث لوالدة شيماء خصت به جريدة "سطيف نت"، فإنه بعدما تم تحويل شيماء إلى مصلحة الأمراض المعدية، تراجعت إدارة المستشفى عن قرارها لترجعها إلى مصلحة الإنعاش من جديد لكن ما إن كادت شيماء تستقر بها إلا ووجدت نفسها بقسم الأمراض المعدية من جديد، بتسيب و استهتار واضحين من قبل مسئولي القسم المذكور – تضيف والدة شيماء- وذلك من خلال التغاضي التام عنها و عدم إعطائها الدواء جملة واحدة و لو على الأقل الاستغناء عنه بالتدريج. و رغبة منهم في التخلص منها و إخفاء عيوبهم، قررت إدارة المستشفى تحويل الطفلة شيماء إلى مستشفى رأس الماء للتأهيل الحركي، هذا الأخير الذي رفض في البداية قبول الطفلة، كونها تعاني من العديد من المشاكل الصحية إضافة إلى عدم حيازتها على فحوصات دقيقة بشأن صحتها، ما ترك إدارة مستشفى سعادنة عبد النور تقرر إرسال شيماء إلى مستشفى باتنة لأجل فحص الرنين المغناطيسي (IRM)، دون العلم المسبق لوالدي شيماء. هذا ما أكدته لنا أم شيماء قائلة: " ذهبت كعادتي لزيارة ابنتي بالمستشفى الجامعي بسطيف، لأتفاجئ بغياب ابنتي عن مكانها المعتاد و لدى استفساري تم إبلاغي أنه تم أخذها إلى مستشفى باتنة لإخضاعها لفحص IRM". إلا أن أم شيماء و للاطمئنان على فلذة كبدها هرعت مسرعة إلى ولاية باتنة لتجد ابنتها قد خضعت للفحوصات دون حضورها و لما طلبت من الممرضة نسخة من الفحوصات لمعرفة التطورات الصحية لابنتها قوبل طلبها بالرفض مباشرة من قبل الممرضة دون سبب مقنع. ليتم في الأخير، استقبال الطفلة شيماء بمستشفى التأهيل الحركي برأس الماء، و هي حاليا تخضع للعلاج في ظروف مهيأة مع تقديم خدمات طبية فعالة خصوصا مع التجاوب الإيجابي الذي تحرزه شيماء أملا في الشفاء و استرجاع حالتها الصحية. فأمام تجاهل مسئولي المستشفى للحالة الصحية لشيماء و المحاولات اللامتناهية لأوليائها أملا في شفاء فلذة كبدهم، تبقى شيماء تتساءل في صمت عن مستقبلها المجهول في الوقت الذي يلتحق نظرائها بمختلف دور الحضانة.