هناك أوهام ومعتقدات خاطئة حول طريقة الإسعاف في حالات الطوارئ، ويؤكد الخبراء على ضرورة معرفة الجميع لبعض الأساسيات لمواجهة الحوادث التي قد نتعرض لها، ومن هذه الأساسيات: 1 - ينتشر على نطاق واسع اعتقاد أن أفضل إسعاف أولي يقدم للمصاب بنوبة من الصرع هو جعله غير قادر على الحركة، ووضع شيء صلب في فمه حتى لا يعض نفسه، وهذا الاعتقاد غير صحيح حسب المختصين، لأن الصرع نشاط كهربائي غير عادي للدماغ يستمر عادة لعدة دقائق، وبالتالي فإن محاولة وضع أي شيء في فم المصاب بالنوبة ينتهي على الأرجح بتعرضه للعض لأن التشنجات تكون قوية. المختصون يؤكدون أن الفك يكون مثبتا بشكل قوي أثناء حدوث التشنجات القوية، وبالتالي ليس بالإمكان فتحه، أما في حال استخدام العنف، فيؤدي ذلك في اغلب الأحيان إلى جرح اللثة أو الأسنان التي تندمل عادة بشكل أسوأ من عض اللسان. 2 - من المؤكد أن الكثير من الناس سمعوا بان أفضل مساعدة أولية تقدم في حال تعرض الشخص للدغة الأفعى القيام بفتح الجرح ومص سم الأفعى من الدم، غير أن المشكلة هنا تكمن في أن هذه الطريقة لا تعمل، أما التصور بأن السم يبقى في مكان اللدغة بانتظار من يمصه ويخرجه، فهو ساذج. مص السم أو سحبه عن طريق الفم، يمكن أن يعرض من يقوم به للتسمم، لأن السم يمكن أن يدخل الجسم عن طريق جرح صغير جدا في تجويف الفم، أما في حال شق المكان المحيط باللدغة، فان ذلك يجعل الوضع أسوأ لأنه يعقد عملية التئام الجرح. الخبراء ينصحون بدلا من هذه الممارسات بتجميد الأطراف كي لا يحاول المصاب المشي، لأن النشاط العضلي يزيد من استيعاب السم، وبالعمل على تبريد مكان اللدغة لإبطاء عملية تفتت السم وطلب الإسعاف بسرعة. 3 - على الناس الذين يعتقدون أنه من الضروري شرب الحليب أو الماء بسرعة بعد استخدام السم نسيان ذلك، وكذلك نسيان الوهم الذي يقول إنه من الضروري التحريض على التقيؤ في حال شرب السم. يؤكد الخبراء أن بعض أنواع السموم تتجاوب مع الحليب والماء، وبالتالي فان الضرر يكون اكبر، أما في حال إثارة التقيؤ، فان ذلك يعرض المريء للمزيد من تأثير السم عليه، لذلك ينصحون بعدم الإقدام على ذلك من دون استشارة الطبيب. ويرون أنه في حال نصح الطبيب بذلك، يتعين أن يجري الأمر بطريقة يدوية أي وضع الإصبع في نهاية اللسان وعدم إثارة التقيؤ عن طريق استخدام ملح الطعام، كما يعتبرون المشروبات الغازية غير مناسبة. 4 - حتى في دروس التربية العسكرية يجري تعليم الطلاب أن إحدى الطرق الفعالة لإيقاف نزف الأنف تكمن في رفع الرأس إلى الخلف وإغلاق الأنف، رغم أن هذا الأمر ليس صحيحا لأن رفع الرأس باتجاه الخلف يجعل الإنسان مضطرا إلى بلع الدم، وبالتالي زيادة خطر حدوث عملية التقيؤ. إن القواعد الأساسية للمساعدة الأولية تتحدث الآن عن أن أفضل طريقة لوقف النزف تكمن في تمييل الرأس قليلا نحو الأمام، والضغط على الأنف بالأصابع والتنفس عن طريق الفم، والطلب من احد الناس أن يضع على جبهة الرأس وعلى الرقبة وجذر الأنف لفافات باردة لأنها تؤدي إلى حدوث تقلص في شرايين الأنف، أما الدم الذي ينزل إلى الفم فينصح ببصقه وعدم بلعه.