انتشرت في عاصمة الهضاب العليا مؤخرا وخلال السنوات القليلة الأخيرة ظاهرة الرجال المخنثين التي لا طالما دوخت أولي الألباب وحيرت أصحاب العقول,حيث لم يستطع أحد إيجاد لها تفسير أومعنى، الوقت الذي تبعث فيه هذه الظاهرة قيم المجتمع نحو الهاوية والخراب. بعدما كان من السهل علينا أن نميز بين الرجال والنساء في الشكل والمواصفات وطريقة الحديث والمشي,أصبح في الوقت الحاضر من الصعب التمييز بين الجنسين فلا الرجل أصبح رجلا ولا المرأة كذلك,لأنه وببساطة انسلخ الجنسان عن وظائفهما وتقمصا أدورا أخرى ... هي ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري الذي لا طالما عرف بتمسكه بقيمه وثوابته وأصالته،سطيف نت تجولت في المدينة التي تعرف من بين أكبر المدن الجزائرية شد انتباهنا المخنثون الذين وجدناهم في كل مكان,في التجمعات الشبابية،في النوادي الرياضية والثقافية,في الحدائق المتنوعة,الاقامات الجامعية وخاصة على حافة الطرقات الولائية والوطنية الخاصة بالمدينة بأشكال وأصناف متنوعة من الصعب عليك آن تفرق بينه وبين المرأة, لكن السؤال الذي يطرح هل هناك مبررات نفسية واجتماعية وحتى منطقية لانتشار هذه الظاهرة؟وما رأي المختصين في ذلك لا سيما أصحاب الشرع وعلم النفس والاجتماع ؟ أصبحت مخنثا لأنه اعتدي علي جنسيا في طفولتي بجهد كبير وبإصرار منا وبعد العديد من المحاولات تكلم معنا الشاب محمد أو"ميمو" كما يحب أن يسمى,هو في السابع والعشرين من العمر من مواليد تيبازة جاء لسطيف قبل حوالي عام ونصف،يقيم بإحدى الإقامات الجامعية أما في فترة الصيف فيبيت بإحدى الحمامات,وجدنا "ميمو"واقفا على حافة الطريق الوطني رقم 5 ونحن نتجول بالسيارة في حدود التاسعة ليلا توقفنا عنده مباشرة تقدم إلينا وطلب منا مبلغ 500دج مقابل القيام بالأفعال المخلة بالحياء"الشذوذ الجنسي" لكن بعد أخذ ورد استطعنا أن نتحصل على العديد من المعلومات وعن أسباب وجوده وممارسته هذه الأفعال فأكد لنا أنه تعرض لعشرات الاعتداءات في طفولته وصغره من طرف عمه بمدينة تيبازة,إضافة إلى المشاكل الاجتماعية الكثيرة التي تعيشها الأسرة فالأم مطلقة وتتردد باستمرار على النوادي الليلية والوالد غائب والأسرة لا وجود لها تماما, وأنه جاء لسطيف حتى يتحصل على المال بهدف شراء اللباس الذي يشبه إلى حد بعيد اللباس النسوي إضافة إلى توفير مستلزمات أخرى. الزبائن هم عادة من كبار السن الأغنياء ومن أصحاب المناطق النائية أكد لنا الشاب"ميمو" أن هذه الظاهرة تعرف تزايدا كبيرا في عاصمة الولاية من خلال كثرة الطلب عليها,حيث أكد أن عدد"المخنثين" قد فاق 100 "مخنث" في مدينة سطيف فقط, وهذا نظرا للإقبال الكبير من طرف الشاذين جنسيا والذين في كثير من المرات يعتبرون من أصحاب الأعمار المتقدمة أي من كبار السن أما عن هوياتهم كشف أن أغلبهم يأتي من مناطق بعيدة من شمال وجنوب الولاية.كذلك أصحاب سيارات الأجرة الذي يعتبرهم "ميمو" العنصر المشارك رقم"1". الظاهرة تزداد أمام صمت رهيب للجميع... المواطنون الذين أردنا معرفة رأيهم,هناك من ينظر للظاهرة بعين الدهشة والاستغراب كونها لا تمثل إطلاقا قيم ومبادئ المجتمع الجزائري الأصيل لكن آخرين اعتبروها عادية مادمنا نعيش عصر العولمة والانفتاح, ومن الناحية الشرعية فرأي الدين واضح في مثل هذه القضايا فالإسلام لا يسامح في هذه الأمور وذلك في حديث للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث" لان ظاهرة المخنثين حسب علماء الدين تعتبر خروج عن الفطرة والطبيعة التي أودعها الله في عباده,وفطرهم عليها لإيجاد توازن في حياتهم الدينية والدنيوية,وتبادل الأدوار هو إخلال بالوظيفة الإنسانية, من جهتهم العلماء النفسانيون والاجتماعيون فقد اعتبروا أن بعض الشباب قد حدثت لهم في السابق مشاكل اجتماعية ونفسية واعتداءات جنسية متواصلة الأمر الذي دفع بهم إلى سلوك مثل الطريق، حيث ناشد هؤلاء جميعا كل الجهات المعنية والوصية بتحمل مسؤولياتها والعمل المتواصل والجاد من أجل إيجاد مخرج لهذه الظاهرة التي تهدد قيم ومبادئ ومستقبل الشباب.