كثيرا ما يجد بعض التلاميذ مشكلات في التحضير للامتحانات الرسمية فيقع ضحية التسرع او الضغط النفسي اللذان يسببان له التوتر والقلق او يجعلانه لا يستطيع تذكر ما راجعه أثناء الامتحان نفسه. والسر في ذلك ليس الامتحان نفسه بقدر له علاقة بكيفية التحضير والاستعداد و التصورات التي يكونها حول هذا الامتحان، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها الأسر على أبنائها في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات خاصة شهادتي التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا. وبناء على ذلك نقدم هذه التوجيهات و القواعد العلمية في التحضير النفسي والتربوي من اجل مساعدتهم على تجاوز مثل هذه المشكلات. أولا عليك أيها الطالب بالقناعات والمسلمات المبدئية التالية: أن تفهم ماذا تمثل الدراسة بالنسبة إليك؟ وتعرف بأنها تمثل مستقبلك، وأنها الوسيلة التي بها تبني شخصيتك. و بها تحقق الدور و المكانة الاجتماعيين اللذين تنشدهما في حياتك. ومن أسس النجاح في الحياة الدراسية المبادئ التالية: 1 الجدية و الانضباط في الدراسة 2 تجنب كل مظاهر التهاون و اللامبالاة. 3 العزيمة والإرادة. 4 النظام والتنظيم في العمل. 5 الاعتماد على النفس. 6 الثقة بالنفس. و كيف تبني ثقتك بنفسك ؟ تبنيها: بالمراجعة والمطالعة الدائمة والمستمرة. بالمشاركة الفعالة داخل القسم وخارجه. و بالاقتناع التام بأن مستقبلك تصنعه بأيديك. بالاقتناع بأنه لا يوجد المستحيل في الحياة بل كل شيء ممكن لك وفي متناولك.و بالإيمان بأنه لا يوجد فشل بل توجد تجربة وبعد المحاولة يمكن النجاح. ما هو امتحان شهادة البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط ؟ هو امتحان عادي كسائر الامتحانات . له نكهته الخاصة من حيث: طبيعة التنظيم عدد التلاميذ والحراس داخل القاعة. التجنيد الكبير أمنيا وإداريا وأسريا. وهو محور اهتمام كل أفراد المجتمع. إجراءات التصحيح (2 أو 3). و هل هناك مبرر للقلق والحيرة على البكالوريا أوشهادة التعليم المتوسط أو أي امتحان آخر؟ فاعلم أن الحيرة مشروعة لأنها تجعلك: 1 تجند كل طاقاتك من أجل التحضير الجيد لها. 2 تبحث عن كل الحلول الممكنة للمشكلات المطروحة. 3 وبالتالي تجعلك تفكر أكثر في النجاح. بينما القلق والخوف غير مشروع وغير مبرر: لأنهما يجعلانك: 1 تفكر في الرسوب وعدم النجاح أكثر. 2 فتركن للاستسلام . 3 تستثقل الدراسة والمراجعة. 4 ترى في النجاح أمرا مستحيلا. 5 فتضعف إرادتك و يتشتت تفكيرك. وفي نفس الوقت حتى تطمئنوا وتزداد ثقتكم بأنفسكم أكثر يجب أن تعلموا أنكم ستمتحنون: على الأشياء التي درستموها . معنى هذا أن الأسئلة التي ستطرح عليكم تعرفون إجاباتها، وموجودة في كراريسكم وكتبكم. فإذ كنتم إذن على علم مسبق بالأجوبة على الأسئلة المحتملة فهل يوجد لديكم مبرر للقلق والتهويل لشيء عادي وطبيعي؟. و ماذا يجب أن تفعلوا في هذه الأيام المتبقية؟ استكمالا لما بذلتموه من جهود طيلة السنة أكملوه في هذه الأيام بالمراجعة بانتظام وفق جدول أسبوعي تنوعون فيه بين المواد الدراسية غير المتشابهة في الفترات الزمنية المتقاربة، وأكثروا من التمارين والتطبيقات فرديا وجماعيا. وأنجزوا الملخصات بالنسبة للدروس النظرية من أجل فهمها بدل حفظها ببغائيا. أما في الثلاث أيام الأخيرة فهي: للاسترخاء و الاستراحة بشكل جيد من خلال: النوم المبكر و القيلولة من أجل الراحة النفسية والجسمية والعقلية وتجدي طاقة التركيز والانتباه. وفي ليلة الامتحانات عليك ب: 1 الاستجمام .(الاستراحة النفسية و الجسمية والعقلية) . 2 النوم مبكرا.(الراحة والمعنويات المرتفعة). 3 تحضير الأدوات و الوثائق اللازمة (السيالات، الممحاة، المسطرة ..) في حافظتك الخاصة . 4 لا تنس أن تأخذ معك الاستدعاء وبطاقة التعريف الوطنية. كيف تتعامل مع أسئلة الامتحانات: 1 قراءة الأسئلة عدة مرات بهدوء واستقرار وفق ترتيبها مع تجنب : أ القراءة المتسرعة . ب او الانتقال من اول سؤال الى آخر سؤال ثم الى الوسط وهكذا. 2 تسطير المصطلحات و الكلمات الواردة في كل سؤال(الكلمات المفتاحية). 3 عليك بضبط وتحديد الموضوع الذي يدور حوله كل سؤال في المسودة. 4 ثم عليك بتحديد المطلوب في السؤال بالضبط وبشكل دقيق. 5 إن كانت هناك اسئلة اختيارية: فكر جيدا قبل اتخاذ القرار، في أي من الأسئلة التي تحس بأنك فهمتها واستوعبتها بشكل جيد. 6 وضع مخطط للإجابة (ليوجه تفكيرك وينظمه وحصر المعلومات اللازمة لكل سؤال). 7 تسجيل جميع الأفكار، النظريات، القوانين والمعلومات التي تعرفها وتتبادر الى ذهنك وتتذكرها. 8 التسجيل الفوري للأفكار والمعلومات التي قد تتذكرها أثناء الاجابة. 9 عليك الالتزام بالمنهجية المنطقية في التحليل والإجابة.(خطوات الاجابة) 10 عليك بالبدء دائما بالأسئلة السلهة،(التدرج من السهل إلى الصعب). 11 عليك باستعمال أوراق المسودة اولا وبعد مراجعتها تدون المحتوى في ورقة الاختبار . 12 عليك أن تكتب بخط واضح ومفهوم مع تجنب التشطيب. حتى تراعي الخصائص النفسية للمصححين لأن هناك: أ من هو هادىء قد يصبر على قراءة الورقة من بدايتها الى نهايتها رغم رداءة خطها. ب من يمتاز بالانفعال الشديد لأبسط شيء والمرهق و بالتالي قد لا يصبر على قراءة كل الورقة نتيجة(رداءة الخط). 13 تجنب كثرة الالتفات والحركة يمينا ويسارا أثناء الامتحان لأن ذلك (شرود الذهن). 14 استغلال كل وقت الامتحان فلا تهتم بزملائك ان خرجوا قبلك وبقيت وحيدا. 15 مراجعة ورقة الامتحان قبل تقديمها للمراقبين. هذه أهم الاستراتيجيات التي استخلصتها من تجربتي الميدانية في عمليات الإرشاد النفسي والتربوي لطلبة شهادة التعليم التوسط و البكالوريا و مع لطلبة الجامعة، والتي تتوافق مع نظريات علم النفس السلوكي المعرفي المعاصرة. الأستاذ خالد عبد السلام قسم علم النفس جامعة سطيف