أعطى المجلس الدستوري، أمسية الخميس، بصفة رسمية إشارة انطلاق حرب رئاسيات السابع عشر أفريل 2014 من خلال إعلانه عن القائمة النّهائية للمترشّحين (المقبولين) في السباق النّهائي وهم خمسة رجال وامرأة، بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سيكون في مواجهة ساخنة مع خمسة مترشّحين من أبرزهم رئيس حكومته الأسبق علي بن فليس، في حضور (وجه جديد) يشارك لأوّل مرّة في الاستحقاق هو عبد العزيز بلعيد. أعلن المجلس الدستوري أوّل أمس عن قائمة تضمّ ستّة مرشّحين للرئاسيات ستشعل الحرب بينهم إلى غاية إجراء الاستحقاق بعدما أقصى ستّة آخرين من القائمة، وأبرز المرشّحين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق على بن فليس. كما ضمّت القائمة رئيس حزب عهد 54 فوزي ربّاعين، موسى تواتي والأمينة العامّة لحزب العمال لويزة حنّون ووجها جديدا على الرئاسيات رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد. كما سجّل المجلس الدستوري بعد انقضاء الأجل القانوني لإيداع ملفات الترشّح المحدّد يوم الثلاثاء 4 مارس 2014 على الساعة منتصف الليل إيداع 12 ملف ترشّح لدى كتابة ضبط المجلس الدستوري من قِبل المترشّحين أنفسهم طبقا لما ينص عليه النّظام المحدّد لقواعد عمل المجلس. كما جاء في البيان أن بعض المترشّحين أرفقوا ملفات ترشّحهم باستمارات اكتتاب التوقيعات لمنتخبين أعضاء في المجالس البلدية والولائية والبرلمانية أو ناخبين أو الاثنين معا. وأضاف البيان أن المجلس الدستوري يحرص على التكفّل الجيّد بعملية مراقبة ملفات الترشّح في الأجل القانوني المحدّد له وضمان مصداقية هذه العملية وشفافيتها، فقد سخّر إمكانات مادية وبشرية هامّة من داخل المجلس وخارجه. وذكر في البيان أن المجلس استعان بقضاة ومستشارين من المحكمة العليا ومجلس الدولة بغرض التأكّد من صحّة استمارات اكتتاب التوقيعات ومدى استيفائها الشروط القانونية والتنظيمية، والذي أصدر من خلاله المجلس قرارات فردية معلّلة تتضمّن رفض الترشيحات التي لا يستوفي أصحابها الشروط القانونية للترشّح، لا سيّما تلك المنصوص عليها في المادة 73 من الدستور والمادة 139 من قانون الانتخابات، مشيرا إلى أن هذه القرارات ستبلّغ لأصحابها وتنشر في الجريدة الرّسمية أيضا. بوتفليقة.. رجل المصالحة والإنجازات حقّق الرئيس الحالي للبلاد عبد العزيز بوتفليقة إنجازات كبيرة طوال 15 سنة من الحكم، خاصّة بعد تولّيه الحكم في فترة حرجة للجزائر، حيث أكّد الرئيس في تلك الفترة عزمه على إخماد نار الفتنة وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد. باشر عبد العزيز بوتفليقة في سبيل ذلك مسارا تشريعيا للوئام المدني، كما حرص على تكريسه وتزكيته عن طريق الاستفتاء شعبي الذي نال فيه نسبة تعدّت 98 في المائة. وشهدت الجزائر في عهد الرئيس إصلاحات على مستوى الهياكل الدولة ومهامها، إضافة إلى المنظومة القضائية والنتظومة التربوية، وعمل على إصلاح المنظومة الاقتصادية قصد تحسين أداء الاقتصاد الجزائري، ممّا مكّن البلد من دخول اقتصاد السوق واستعادة النمو الاقتصادي. كما قرّر الرئيس في عهدته الأولى ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية. وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 22 أفريل 2004 ترشّحه لعهدة ثانية، حيث قاد حملته الانتخابية مشجّعا بالإنجازات الكبيرة التي قام بها، بما فيها المصالحة الوطنية ومراجعة قانون الأسرة، إضافة إلى محاربة الفساد، كذلك مواصلته للإصلاحات التي باشرها في عهدته الأولى ومن خلالها أعاد الشعب الثقة في شخصه للمرّة الثانية وحقّق نسبة 85 في المائة من أصوات الجزائريين، حيث تمكّنت الجزائر في عهدته بفضل إنتاجه سياسة صائبة ومتجانسة من بلوغ اختياطي صرف يتجاوز 140 مليار دولار، الأمر الذي وضعها في المراتب الأولى على الصعيد الدول العربية. كما عمل الرئيس على تخفيض المديونية الخارجية إلى أقلّ من 5 ملايير دولار وتوفير الدولة في صندوق ضبط الإيرادات لاحتياطي يقدّر ب 4000 مليار دولار. كما وفّى رئيس الدولة بوعد الذي قطعه على نفسة وعلى الجزائريين حول المصالحة الوطنية التي زكّاها المواطنون بالأغليبة المطلقة بنسبة فاقت 80 في المائة، أمّا على الصعيد الدولي فقد استعادت الجزائر هيبتها ودورها البارز على الساحة العربية والإفريقية والإسلامية، إضافة إلى انضمامها في 2008 إلى مسار الاتحاد من أجل المتوسّط. وقد تحصّل رئيس الدولة على ألقاب دولية هامّة، على غرار أعلى وسام وأحسن قيادة للدولة الإسلامية، إضافة إلى جائزة (لويز ميشال) من مركز الدراسات والمجتمع لباريس. وفي آواخر سنة 2008 أقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى تغيير جزئي ومحدود للدستور، وأعلن في 12 فيفري ترشّحه للرئاسيات كمترشّح حرّ، حيث أعاد الشعب الجزائري مجدّدا وللمرّة الثالثة الثقة فيه نظرا للإنجازات التي حقّقها في جميع المجلات، محقّقا نسبة النّجاح ساحقة 90.24 من الأصوات المعبّر عنها. وقد ترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمرّة الرّابعة بعد إلحاح المواطنين، حيث أعلن الوزير الأوّل عبد المالك سلال عن ذلك. حنّون.. أوّل عربية تترشّح للرئاسيات أسست لويزة حنّون بعد إقرار قانون التعدّدية الحزبية في الجزائر سنة 1990 حزب العمال، وهو امتداد للحركة اليسارية التي كانت تنشط في 1980، كما تعتبر من المناضلات البارزات ذات التوجّه الاشتراكي الواضح. تتميّز حنّون بدرجة عالية من الجرأة والفصاحة، كما تتكلّم بحماسة زائدة وتنطلق الكلمات من فمها كأنها طلقات مدفع رشاش، وعندما تبدأ في الكلام لا تعرف أين تنتهي، كما تحظى باحترام أنصارها ومعارضيها على حد سواء. وفي ظلّ التعدّدية الحزبية تمّ إجراء أوّل انتخابات عامّة في الجزائر سنة 1991 وتفاجأ الناخبون بمقاطعة حزب العمال للانتخابات إلى جانب أحزاب أخرى الأكثر الشعبية، فاسحة المجال أمام الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة للفوز في الانتخابات آنذاك. تعارض (المرأة السياسية) الحكومة مثلما تعارض التيارات الدينية ووقفت ضد تدخّل الجيش في الحياة المدنية وتعرف برفضها التام لخلط الدين مع الدولة. كما تمكّنت لويزة حنّون من الفوز وثلاثة آخرين في سنة 1997 بمقاعد في المجلس الشعبي والبرلمان، وعند ترشّحها للاستحقاقات الرئاسية في سنة 1999 خسرت لأنها لم تستطع جمع 75 ألف توقيع، لكنها في المقابل استطاعت أن تكون أوّل امرأة جزائرية وعربية تترشّح للانتخابات الرئاسية وكان ذلك في 1999 والمنافسة إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكنها لم تحقّق مرادها في اعتلاء كرسي المرادية، غير أنها ناضلت في سبيل أفكارها ودفاعها عن نجاحها في الحقل السياسي ومجابهة الرّجال، حيث تمكّنت من أن تثبت وجودها وأن تسمع صوتها عاليا في الساحة السياسية في الجزائر، وهي الآن تترشّح للمرّة الثالة على التوالي في استحقاقات 2014. تواتي.. المحاولة الثالثة يحاول مرشّح الرئاسيات للمرّة الثالثة على التوالي رئيس الجبهة الوطنية (أفانا) الظفر بمنصب رئاسة الجمهورية بعد محاولتين، وكرّس موسى بن لخضر بن تواتي حياته الدراسية والخبراتية من أجل الوطن، حيث بدأ نضاله في صفوف أبناء الشهداء منذ 1998. كما قام الرجل السياسي موسى تواتي بعقد الندوة التأسيسية في 18 فيفري 1989، حيث تمّ إعلان هذا اليوم كرمز الوطني للشهيد وقام أيضا بتأسيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء إلى غاية 1998 وهو تاريخ تأسيس الجبهة الوطنية الجزائرية. بن فليس يعود بعد 10 سنوات يعتبر علي بن فليس من الشخصيات المعروفة على الساحة السياسية، حيث تقلّد منصب عليا في الحكومة الجزائرية، بدأ كقاضي وختمها رئيس حكومة في سنة 2004. كما برز علي بن فليس في المجال السياسي عندما انتخب في ديسمبر 1989 عضوا في اللّجنة المركزية وفي المكتب السياسي لحزب الأفلان إلى غاية 2000. وانتخب بن فليس أمينا عامّا لجبهة التحرير الوطني في سيتمبر 2003 خلفا للرّاحل بوعلام حمودة، حيث أعلنت الحبهة عزمها ترشيحه للرئاسيات في 2004. كما تقلّد بن فليس مناصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، وفي الأخير عيّن رئيسا للحكومة في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبعد غياب دام قرابة 10 سنوات قرّر الخوض في منافسة الرئاسيات كمترشّح حرّ. ل (علي بن فليس) مؤلّفان، الأوّل خصّه لوالده وشقيقه اللذين عذّبهما الاستعمار إلى غاية الموت 1957 وتسعة شهداء من أفراد عائلته، والثاني خصّ به بعض الأساتذة على سبيل الامتنان والعرفان. ربّاعين.. طبيب العيون يحاول تحسين شعبيته يعتبر فوزي ربّاعين رئيس حزب عهد 54 من المرشّحين الستّة الذين استوفت ملفاتهم الشروط، وذلك للمرّة الثالثة بعد محاولتي 2004 و2009. ويعدّ فوزي من أسرة ثورية معروفة من مواليد 24 جانفي بالعاصمة، ومهنته الأصلية طبيب عيون. تتميز مسيرة ربّاعين بالعديد من المحطات، حيث كان عضوا مؤسّسا لجمعية أبناء وبنات الشهداء لولاية الجزائر في 1985 وبقي في رئاستها إلى غاية 1990 وهو أيضا عضو للّجنة الوطنية لمناهضة التعذيب التي تأسست في أكتوبر 1988، كما شغل منصب الأمين العام للجبهة الوطنية الجزائرية (حكم) في عام 1983، أين اعتقل وتمّ سجنه في عام 1983 إلى غاية نوفمبر 1984 بتهمة المساس بأمن الدولة، لكن تمّ الإفراج عنه ليعتقل مرّة ثانية بتهمة تأسيس منظمات غير معترف بها. يحاول ربّاعين وللمرّة الثالثة الفوز في الرئاسيات بعد العديد من المحاولات التي قيّمت على أنها فاشلة وبنسب قليلة في الانتخابات السابقة. فهل ينجح (طبيب العيون) في تحسين مستوى شعبيته؟ بلعيد.. سنة أولى رئاسيات تعدّ لرئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد هذه أوّل تجربة له، حيث ولد في 16 حوان 1973 ببلدية مروانة في باتنة، وهو متزوّح وأب لخمسة أطفال، حاصل على شهادة الدكتوراه في الطبّ وشهادة اللّيسانس في الحقوق، إضافة إلى شهادة الكفاءة المهنية في المحاماة. بدأ بلعيد مسيرته النضالية في الكشافة الإسلامية وهو في السابعة من عمره، ليصبح بذلك إطارا وطنيا ودوليا في صفوفها، إضافة إلى انخراطه في صفوف جبهة التحرير الوطني كمناضل في الحبهة. ناضل عبدالعزبز بلعيد في صفوف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، كما تقلّد منصب رئيس الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية وانتخب عضوا في المجلس الشعبي الوطني لعهدتين 1998 إلى غاية 2002 ومن 2002 إلى غاية 2007. وانتقل بلعيد من جبهة التحير الوطني في 2011 ليؤسّس رفقة مجموعة من المناضلين في فيفري 2012 (حزب المستقبل)، وبعدها قرّر خوض سباق رئاسيات 2014.