يشارك 12 فلاحا من بلدية الشقفة جنوب ولاية جيجل منذ أول أمس في دورة تكوينية حول تقنيات إحصاء الطيور المائية المهاجرة. وسمح هذا اللقاء الذي بادرت إليه الغرفة الفلاحية بالتعاون مع الحظيرة الوطنية لتازا والذي يحتضنه مركز التكوين المهني لهذه البلدية لفلاحي هذه المنطقة بالإطلاع على طرق جرد الطيور المائية التي تستقبلها المسطحات والحواجز المائية. وبموجب الاتفاقية الدولية لرامسار فإن الطيور المائية هي أصناف من الطيور التي تتردد على المناطق الرطبة كما يعد إحصاؤها بأهمية للحصول على معطيات من أجل المحافظة على أصناف الطيور ومحيط معيشتها والمناطق الرطبة. وقد أرتأى منظمو هذا التكوين الذي ينظم لأول مرة بهذه الولاية إشراك الفلاحين في المحافظة على البيئة إلى جانب نشاطهم الفلاحي في إطار التنمية المستدامة حسبما أوضحه ل (وأج ) الأمين العام لذات الغرفة السيد ياسين زدام. ويندرج هذا التكوين في إطار البرنامج الوطني للمحافظة على المناطق الرطبة بهدف ضمان تسيير جيد لهذه المواقع التي تتعرض لعديد الاعتداءات على غرار الضخ المفرط لمياهها والتلوث الناجم عن المياه المستعملة والنفايات الصلبة حسب ما ذكر به من جهتهم مسؤولو الحظيرة الوطنية لتازا. ويستهدف هذا المشروع النموذجي في مرحلة أولى الحاجزين المائيين لبلدية الشقفة والفلاحين بعض الجمعيات المهتمة بإحصاء الطيور المائية المهاجرة وهي المبادرة المرشح تعميمها تدريجيا عبر كامل المناطق الرطبة لولاية جيجل حسب ما تمت الإشارة إليه. ونشط هذا اليوم الأول من التكوين خبراء في علم الطيور وأعضاء من الشبكة الوطنية الجزائرية لعلماء الطيور بالإضافة إلى جامعيين، حيث قدموا مداخلات حول المناطق الرطبة ذكروا من خلالها بمضمون اتفاقية رامسار التي انضمت إليها الجزائر في ديسمبر 1982. ومنذ هذا الانضمام بذلت المديرية العامة للغابات باعتبارها الطرف المعني أكثر باتفاقية رامسار عديد المجهودات لتطبيق لوائح هذه الاتفاقية. وفي هذا الإطار فإن المواقع المصنفة التي كانت تقتصر منذ بضع سنوات على بحيرتي طونقا وأوبيرا بولاية الطارف قفز حاليا إلى 47 موقعا يتربع على أزيد من 3 ملايين هكتار. وسيتخلل اليومين المقبلين من هذا التكوين ملاحظة في الميدان وتلقين مبادئ أولية حول تقنيات تطبيقية لإحصاء الطيور المائية باستعمال منظار للرؤية من بعيد وكذا أجهزة إلكترونية للتسجيل.