أصبحت الإقامة الجامعية حيدرة وسط بالعاصمة هذه السنة من أنظف الإقامات بعد التهيئة التي مسّت جميع هياكلها ومرافقها الحيوية، رغم ذلك مازالت تعاني من نقائص عديدة تعكّر السير الحسن للدراسة حسب الطلبة. شهدت الإقامة الجامعية حيدرة وسط هذه السنة تهيئة شاملة مسّت جميع مرافقها كالمطعم والحمامات إضافة إلى قاعتي المحاضرات والإنترنيت، حيث تم تجديد أثاثها ودهن جميع جدرانها لتُعطي بذلك وجها آخر أحسن مما كانت عليه، وشدد مدير الإقامة السيد (مكاند السعيد) على المحافظة على محيط الإقامة بالنظافة اليومية وكذا أجنح وغرف الطلبة حتى يصبح المكان يليق بمستوى طالب العلم. لبسط الأمن داخل الإقامة تمت زيادة عدد أعوان الأمن وتشديد الرقابة أمام مدخل الإقامة لمنع الغرباء من دخولها بإظهار بطاقة الإقامة لإنهاء شبح العصابات التي تستهدف الطلبة وممتلكاتهم داخل الغرف والممرات وهذا ما أكده لنا الطلبة المتضررون ماديا ومعنويا من عمل هذه الجماعات. ورغم التغييرات التي عرفتها الإقامة مازالت معاناة الطالب متواصلة ومتعددة، فقد أكد لنا الطلبة أن نوعية الوجبات في تردٍ مستمر بحيث أنه بمقدورك أن تحسب عدد حبات الزيتون والعدس واللوبية داخل الوجبة المقدمة لهم، وكذلك استيائهم من الطوابير اليومية أثناء انتظارهم والتي تصل إلى خمس ساعات، مُطالبين المدير بالتدخل لإنهائها مع الضغط على عمال المطعم بالالتزام بلبس الزيّ الوقائي كالمئزر والقفازات عند إعداد الطعام فهم يرون بذلك تهديدا سلامتهم الصحية. وواصل الطلبة سرد فصول معاناتهم اليومية من قاعة الإنترنيت، حيث صرّحوا لنا بأن سرعة التدفق لا تكفي حتى لكي يحملوا بحوثهم ودروسهم من النت، وناشد المدير العمل على رفع مستوى التدفق لإنهاء المشكلة وذكروا لنا بأن أبواب الحمامات بدون أقفال فلا فائدة التهيئة التي مسّته -حسب رأيهم-. وللإشارة فإن مسجد الإمام عبد الحميد بن باديس المتواجد داخل الإقامة والطلبة المسيّرون له يلعبون دورا هاما في تحسين وجه الإقامة والطالب بتنظيم حملات توعية ومحاضرات يؤطرها أئمة وأساتذة بمواضيع متنوعة إضافة إلى تنظيم معارض وأسابيع ثقافية التي من شأنها أن ترفع مستوى الطالب خلقا وفكرا.