رغم أنها عاشت في عائلة بروتستانتية محافظة وكانت تفكر في أن تصبح راهبة، قررت الرسامة الهولندية فرانسين فان افريدينغن أن تعتنق الإسلام بعد اقتناعها بأن تعاليمه تضمن التوازن بين المادة والروح وأن قوته تكمن في تنوعه وارتباطه بتفاصيل الحياة. اعتبرت الرسامة الهولندية المسلمة فرانسين فان إفريدينغن أن قوة الإسلام تكمن في تنوعه وارتباطه بتفاصيل الحياة التي يعايشها الإنسان، وقالت إن جمعه بين الروحانيات والواقعية هو ما دفعها لاعتناقه. وقد عرضت القناة الثانية الهولندية في وقت سابق شريطا وثائقيا يصور مسلمين جددا بينهم صوفيون وسلفيون، في حين بدت إفريدينغن المسلمة المنفتحة على الاثنين معا. وعبر فنونها التي تشمل الرسم وصناعة الأفلام، لعبت إفريدينغن دور المتفهم الذي يستلهم من التنوع طريق الوحدة. وفي حديث مع موقع قناة الجزيرة، أوضحت إيفريدنغن أنها تنحدر من عائلة ريفية تقيم بين مرتفعات الماس الفاصلة تاريخيا بين الكاثوليك في الجنوب والبروتستانت في الشمال. فكرة التوحيد وحول أسباب تحولها من البروتستانتية إلى الإسلام تقول إنها تعلمت من فن الرسم الوصول للأصول من خلال الفروع وأن التنوع والخوض في التفاصيل ولد لديها فكرة التوحيد. وتابعت قائلة (وهذه قناعتي بأن الإسلام الواحد يحتوي على تنوع وتعدد منقطع النظير، وهو مصدر قوته). وتعودت إفريدينغن زيارة الكنيسة بين الحين والآخر قبل إسلامها، ولكنها تؤكد أنها لم تقتنع يوما بالتثليث وتأليه عيسى عليه السلام كما يعلم رجال الدين في الكنيسة أتباعهم. وتقول إفريدينغن إنها بعد تخرجها في الجامعة ومتابعة دراستها في أميركا ظلت لسنوات تبحث في أعماق الكتب وتتحدث للمسلمين عن قضايا لم تجد لها أجوبة في المسيحية. وتضيف أنه كان من الغريب أن تتحدث في مثل هذه الموضوعات لأنها ولدت في عائلة بروتستانتية وكانت تفكر في أن تعيش راهبة. وتشير إفريدينغن إلى أن الاسلام حقق لها الأمان الروحي وسمح لها بأن تكون زاهدة وواقعية في وقت واحد. رفض التثليث وتتحدث دراسات أجراها عدد من الأنثروبولوجيين في جامعات ومراكز بحوث أوروبية أن أغلب الذين اعتنقوا الإسلام من الأوروبيين اتخذوا هذا القرار لرفضهم لفكرة التثليث أو لارتباطاتهم المختلفة بمسلمين، أو لتعرضهم لاستفزاز مباشر دفعهم للبحث عن الحقيقة. وعن ملامح الرسوم والفنون التي تقوم بها إفريدينغن، أوضحت أن الإسلام هذّب اهتماماتها، وجعلها تقلع عن نوع من الرسوم كما عمق ارتباطها بخلق الله وما أودعه في الطبيعة من إبداع. وأوضحت إفريدينغن أن تفهمها للاختلاف سهل لها نسج علاقات بمختلف شرائح المسلمين بهولندا على مختلف تنوعاتهم قائلة (علاقاتي لا حدود لها بين السلفي والصوفي وبين الهولندي والمغربي والتركي فكلهم معا يمثلون وحدة). ولا يعرف على سبيل الدقة عدد الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام باعتبار أن القانون يمنع الإحصائيات على أسس دينية، إلا أن منظمات تتعامل مع المسلمين الجدد في هولندا تحدثت عن تجاوزهم لأكثر من 15 ألفا. ويعيش في هولندا حوالي مليون مسلم من أصل 16.5 مليون نسمة هم تعداد السكان. وينحدر حوالي 80 بالمائة من الأجانب من أصول تركية ومغربية.