تواصلت أحداث العنف بغرداية أمس الاثنين في يومها الثالث، وقد أسفرت المواجهات بين شباب المدينة الواحدة من عرب وبني مزاب عن جرح 15 شخصا، اثنان منهم في حالة خطيرة يتواجدون حاليا بالمستشفى، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة، منها على وجه الخصوص حرق 10 منازل، وقال متتبّعون إن غرداية قد عادت لتسقط في قبضة المراهقين والمنحرفين و(الخلاّطين). حسب الناشط الحقوقي (ب. أنيس) المتواجد في عين المكان فقد بدأت اشتباكات جديدة ليلة الأحد واستمرّت حتى فجر الاثنين، حيث عرفت منعرجا خطيرا واستمرّت إلى ما يقارب ال 4 ساعات، أي حتى منتصف النّهار وسط المقبرة (باب السعد). وقال ذات المتحدّث إن الاشتباكات لم تتوقّف حتى تدخّلت وحدات الدرك الوطني والشرطة التي طوّقت المكان واستطاعت السيطرة على الوضع وتفريق المتخاصمين ووضع حدّ للمواجهات وما تبعها من حرق وتخريب. وفي ذات السياق، أوضح (أنيس) أنه تمّت رؤية مروحيات تحلّق فوق موقع المواجهات، لا سيّما بالمقبرة بهدف مراقبة الوضع ومسح الموقع وتصويره ورصد الأوضاع للتدخّل بسرعة في حال عادت إلى الانفلات. وحسب شهود عيان فقد خرج تلاميذ معهد الإصلاح الموجود في حي باحماني تجنّبا لتطوّر الأمور للأسوأ، كما اندلعت مواجهات في حي الشعبة وفي شارع الحمام وأيضا في مقبرة الشيخ باباسعد، وقد قامت طائرة عمودية للدرك الوطني بطلعات مستمرّة فوق حي باباسعد والأحياء القريبة رصدا لأيّ تحرّكات مشبوهة. وعرفت ثانوية سيدي أعباز ببلدية بنورة انفلاتا أمنيا، حيث وقعت اعتداءات واشتباكات عنيفة وسط الساحة، ولم يستطع المدير أو طاقمه التربوي التحكّم في الوضع، كما امتنع الطلاّب عن دخول أقسامهم، وقد تدخّلت القوات الأمنية لوسط المؤسسة على إثر الصيحات وخروج النّجدة للطلاّب والطالبات، لتنتقل بعدها إلى الشارع بكسر زجاج السيّارات، فيما سجّلت العديد من الإصابات في صفوف التلاميذ الذين فرّوا إلى خارج الثانوية للنّجاة. من جانب آخر، استفاق بعد صلاة العشاء ليوم الأحد السيّد (سليمان حجاج) من غيبوبته بمستشفى الواحات بعد أن أصيب نهار الأحد بإصابة خطيرة بالحجارة على مستوى الرّأس في حي الشواهين نقل على إثرها إلى المستشفى، وهو تاجر معروف في حي بلعديس. وداهمت الشرطة بيوت منحرفين في بعض أحياء المدينة لإلقاء القبض عليهم، ولم يعجب هذا الإجراء بعض شباب الحي فقاموا برشق الشرطة بالحجارة فكسروا عدّة زجاجات لسيّارات المزابيين والشرطة، ومن الضحايا أسرة مزابية مرّت بسيّارتها فكسر زجاج السيّارة على النّساء والأطفال. في تلك الأثناء صعد بعض شباب شعبة النيشان من جهة الجبل فقاموا بإلقاء إطارات مطاطية مشتعلة على حي الاغتنام، وصعد شباب حي الاغتنام الجبل وقاموا بملاحقة المعتدين لتأمين الجبل من شرّهم. وقد قام بعض سكّان شعبة النيشان بفتح جبهة جديدة في حي بلعديس لكي ينقصوا من ضغط قوّات الأمن عليهم في حي القرطي وجبل شعبة النيشان وبلعديس، لكن قوّات الأمن الكبيرة في غرداية تمكّنت من تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع. وحسب عارفين بخبايا الوضع في غرداية فإن سبب تجدّد هذه الأحداث واضح وهو أن (مجموعة من الطلبة الكسالى يكرهون الدراسة يقومون بإشعال نار الفتنة كي لا يرجعوا إلى مقاعد الدراسة، فالشغب والأحداث بالنّسبة لهم فرصة للكسب الحرام من السرقات وفرصة لكي يسود عدم النّظام في المدينة، وهذا مبتغى العصابات والمنحرفين والبطّالين، فالنّظام بالنّسبة لهم عذاب). ونتيجة لذلك أصبحت غرداية (رهينة هؤلاء المراهقين)، حسب بعض أبناء المدينة (المسكينة).