دعا المشاركون في ندوة حول الأشخاص المسنين نظمت بجامعة البويرة إلى إعداد إستراتيجية وسياسة وطنية بغرض تحسين ظروف التكفل بهذه الشريحة الهشة من المجتمع. شدد المشاركون في هذا اللقاء -الذي بادرت بتنظيمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص المسنين وحضره أساتذة جامعيون إلى جانب أطباء نفسانيين وطلبة - على ضرورة تعزيز أجهزة التكفل بهذه الفئة التي تعاني على حد قولهم من (مشاكل اجتماعية ونفسية كبيرة مرتبطة أساسا بالتخلي عنهم من قبل عائلاتهم). وذكرت السيدة عمروش مزهورة أستاذة بجامعة البويرة في هذا السياق أن (الجزائر ليست في منأى عن ظاهرة شيخوخة السكان التي قد تتسع رقعتها مع حلول سنة 2030)، مضيفة أن (الوقت قد حان للتفكير في سياسة شاملة لتحسين ظروف التكفل بهذه الفئة من الناحية الاجتماعية والطبية وفي الوسط المؤسساتي والعائلي). وأوضحت المحاضرة أن الأشخاص المسنين (غالبا ما يكونوا عرضة لأمراض خطيرة ومتكررة لا يتم التكفل بها في الوسط العائلي والمؤسساتي)، مطالبة في هذا الصدد ب (مضاعفة عدد هذه المؤسسات وتكوين العمال في مجال التكفل بالأشخاص المسنين). وقد سلمت السلطات الولائية بهذه المناسبة هدايا لعدد كبير من النساء والرجال الذين تفوق أعمارهم 70 سنة خلال حفل احتضنه مركز الريش. وفي ذات السياق، تم التأكيد خلال يوم تحسيسي نظم بتيسمسيلت بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص المسنين المصادف ل 27 أفريل على أهمية دور الجمعيات المختصة في التكفل بهذه الشريحة الاجتماعية. وفي هذا الصدد ذكر أستاذ علم النفس بجامعة تيارت ورئيس الجمعية الولائية للثقافة النفسية السيد محمد حامق أن (وجود جمعيات مختصة بشريحة كبار السن تساهم في ضمان رعاية اجتماعية وصحية ونفسية جيدة لهذه الفئة التي تفتقد للحنان العائلي). وأوضح أن (هذه الجمعيات المختصة تسمح بتجسيد طرق خاصة في رعاية المسنين تتمثل في إنشاء نوادٍ وفضاءات لهذه الفئة تتيح القيام بالعديد من الأنشطة على غرار الرياضة والبستنة والرسم وغيرها من المجالات التي يمكنها أن تحظى باهتمام هذه الشريحة). ودعا السيد حامق مسؤولي قطاع التضامن الوطني إلى (إدماج العديد من الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والإنساني في النشاطات السنوية المبرمجة من قبل إدارات دور المسنين والعجزة بما يساهم في إعطاء فعالية أكثر في عملية التكفل النفسي والاجتماعي). كما أشار ذات المتحدث في هذا اللقاء المنظم من طرف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن إلى أن للجانب الإعلامي والتحسيسي دور كبير في الاهتمام أكثر بالمسنين وذلك من خلال وسائل الإعلام وعن طريق الخطاب الديني المسجدي الذي (يمكنه أن يصل إلى القلوب الرحيمة التي يمكنها التكفل الجيد بشريحة كبار السن). ولفت إلى أن (المجتمع الجزائري لا يزال يحافظ على التقاليد المستمدة من المرجعية الدينية التي تسمح بالاهتمام أكثر بالأشخاص المسنين ومعاملتهم بأسلوب يليق بهم). وأبرز من ناحية ثانية أن جمعيته ستطلق قريبا برنامجا بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن يشمل العديد من الأنشطة الرامية للتكفل النفسي والاجتماعي والطبي بالمسنين بتيسمسيلت. وبدوره أوضح المدير الولائي للنشاط الاجتماعي والتضامن السيد عبد الرزاق بريمة، أن قطاعه يتكفل حاليا ب5.139 شخص مسن معوز بالولاية (يفوق سنهم 65 سنة) وذلك من خلال حصولهم على المنحة الجزافية للتضامن تقدر ب3 آلاف دج شهريا.