تحذيرات عدة وحلقات نقاش، وتنبيهات يطلقها اختصاصيون، كصافرة إنذار، مما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تسلّلت إلى قلب العلاقات الأسرية وأسوار المنازل في السعودية وغيرها. (لها) التقت اختصاصيين ومتضررين، كشفوا الأضرار التي تلحق بالناس بسبب العلاقات الإلكترونية. ق. م/ س. بوحامد قررت ريما، أم أحمد، البوح بقصتها لتعلن طلاقها، بعدما تمكنت من الحصول على (الحرية) تقول: (قصتي طويلة، وأنا صادقة في كل ما أقول، ربما أكون مخطئة في كثير من الأحيان بأمور عدة، إلا في قصتي مع زوجي عندما اكتشفت أنه مرتبط بامرأة عبر محادثة في الواتس أب). وأضافت بحزن: (اليوم حصلت على الطلاق، بعدما اكتشفت خيانة إنسان غير قادر على تحمل المسؤولية، وغير صادق مع نفسه. ففي كل مرة كنت أعتقد أن المسألة لا تتعدى التسلية، إلا أنني اكتشفت بعد سلسلة محاولات أنه مرتبط بها وبينهما مشروع زواج).! فيروس يعصف بالأسر لم يتوقف الأمر عند ريما، فهناك قصص متشعبة في هذا المضمار تكشفها اختصاصية التأهيل النفسي الدكتورة أمل بقولها: (ما أدراك ما الخيانة الإلكترونية! وصل الأمر إلى مراحل صعبة ولا بد من إيجاد طرق لإنقاذ أسر تجهل مصيرها بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي ضربت العديد من العلاقات وأفسدت المودّة بين الأزواج والزوجات... هذه حال لا يمكن تقبّلها). تضيف: (أيمكن أن يصدق أحد أن هناك نساء يبحن بأسرارهن لرجال في علاقات غير شرعية، بحجة أنهنّ غير منسجمات عاطفياً مع أزواجهن؟! أيعقل أن أحد البرامج الإلكترونية المعروفة يعرّف السيدات إلى أصدقاء جدد، وتبدأ العلاقات الغرامية، مع أنهن متزوجات، ويبدأن إرسال صور لا تمت إلى الأخلاق بصلة... لدي حالات أتابعها، وصلت إلى حد ممارسة نساء متزوجات الرذيلة، كيف؟ لا أعلم). واستشهدت بقصة سيدة متزوجة وأم لطفلين، تبقى حتى ساعات الصباح الأولى على برامج الدردشة والصور، وتكوّن علاقات من خلال برنامج يبحث عن الأشخاص القريبين منك، وبمجرد قرب المسافة، يحصل اللقاء. وهذا ما حدث لها، وأصبحت تلك المرأة تراسل الشاب يومياً فور خروج زوجها من المنزل، وفي الليل تواصل التراسل، إلى أن قرر الزوج معرفة ما يحصل وانتهت قصتهما بالطلاق. وهناك قصة امرأة أخرى تعرفت إلى شاب طلب منها الانفصال عن زوجها لكي يتزوجها، وهي أم لثلاث بنات. فأصرّت على الطلاق إلى أن حققت مرادها، وتزوّجت الشاب الذي كان يدّعي أنه يحبها. لكنها فوجئت بعد فترة بأن عائلته غير مقتنعة بزواج ابنها من مطلقة لديها ثلاث بنات، فاعتذر منها وتوجه إلى الرياض مكان إقامة عائلته، ليخطب إحدى قريباته. ضعف الإيمان والفراغ العاطفي لم يعد مسلسل الخيانة الإلكترونية يقتصر على الذكور بل أصبح للجنس اللطيف دور مهمّ في برامج الدردشة الإلكترونية، كوسيلة للتسلية والبوح بكل ما يجول في الخاطر، بالإضافة إلى أن المرأة تجد فيها متنفساً بحجة أنها (غير مرتاحة)، أو لا تجد اهتماماً من زوجها، كما قالت الاختصاصية الاجتماعية (زكية. ا)، وتضيف: (المرأة أكثر ذكاء ودهاء من الرجل في الصيد الإلكتروني. وبحكم أنها تجلس في المنزل مدة أطول، تحاول أن تملأ فراغها وأن تقلّد صديقاتها، والرجل بحكم عمله الدائم وخروجه من المنزل ومقارنة زوجته بالأخريات، وجد ضالته في برامج الأجهزة الذكية، التويتر، الواتس آب، برامج الدردشة المجانية، الفيسبوك، وغيرها. فكلاهما يسعى إلى التعرف إلى واقع جديد، ليجدا نفسيهما في حلبة سباق الخيانة الإلكترونية). النساء أكثر تأثراً يتعجّب الدكتور (إبراهيم .ف) اختصاصي شؤون أسرية ومجتمع من حال الناس، وعلاقتهم بالأجهزة الذكية وقال: (أثار دهشتي أحد البرامج الذي يرفق به الملف الشخصي، وبإمكان أي شخص معرفة محتواه... صور تقشعر منها الأبدان ويشيب لها شعر الرأس. لم أتخيّل أن الأحوال وصلت إلى هذا الحد، فالمتزوجات أكثر تأثراً بهذه الأوضاع لا سيما من تزعم أنها غير راضية عن زوجها وغير مقتنعة به، وأنه غير قادر على تلبية حاجاتها، وغيرها من الأسباب. أين الأخلاق؟! فكيف يمكن للمرأة أن تخون زوجها وكذلك الزوج، كيف يمكنه بهذه السهولة أن يخون زوجته؟). وكشفت دراسة حديثة أن التكنولوجيا قد تؤدي إلى الخيانة، مشيرة إلى أن النساء من الفئة العمرية 30-50 عاماً هن الأكثر إقداماً على فعل ذلك مع رجالهن بسبب الهواتف الذكية، كما أن 66% من المشاركين والمشاركات أقروا بأن (التكنولوجيا) الجديدة، خصوصاً (شبكة الأنترنت)، تساعدهم في خيانة نصفهم الآخر. في حين أظهرت دراسة أخرى شملت 17 موقعاً إلكترونياً، أن 65% ممن يدخلون (غرف الدردشة) هم (مدمنو) خيانة إلكترونية، و45% منهم متزوجون. وعززت التقنية التواصل عبر تويتر والفيسبوك والبلاكبيري، مما أوجد علاقات، لها أبعاد وغايات سيئة، عبر الانجراف نحو الخطأ، وهو ما أدى إلى وجود حالات طلاق فعلي وطلاق صامت. وهنا لا بد أن يضع الزوجان حداً للتعامل مع الأجهزة والبرامج الحديثة. وفي آخر حادثة، حكم قضاة فرنسيون على امرأة متزوجة، كانت تواعد رجلا على الإنترنت وترسل له صورا خاصة لها، بالطلاق من زوجها بتهمة خداعه. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن المحاكم الفرنسية أقرت بأن المواعدة الإلكترونية تعد مقدمة للطلاق. وكانت المرأة التي تبلغ من العمر 45 عاما قد أدينت بإهانة زوجها وخداعه. وللمرأة ثلاثة أولاد من زوجها، وقد طلقت منه الآن بعد 18 عاما من الزواج. وكانت الزوجة قد دافعت عن نفسها بأنها كانت تشعر بالاكتئاب ما جعلها تبادر بالتحدث مع الرجل الذي واعدته على الإنترنت. غير أن القضاء لم يعذرها لهذا السبب. البرامج الذكية وسيلة للانحراف... حذر الدكتور عامر اختصاصي تقنية معلومات، من ظاهرة استخدام الهواتف الذكية في غير محلها، مضيفاً بأن (العديد من العلاقات الأسرية شهدت انهياراً بسبب سوء استخدامها، والتي تترتب عليها سلبيات عدة تنعكس على أفرد الأسرة)، ويرى أن (الخيانة الإلكترونية ظاهرة تجتاح العالم العربي، وهي كبدايات العنف الأسري الذي وصل إلى حد لا يمكن تصوره، وهذا حال الخيانة الإلكترونية حالياً فنحن نواجه مشكلة تحتاج إلى تفكير، لكي لا نصبح كالصيد الجائر في أيدي منتجي تلك التقنيات).