يسحبك من أمور الحياة ويستقطب فضولك كما يتركك مهووسا بالجديد، ومن علاقات تعرف على أشخاص جدد، تجذبنا إليهم أفكارهم وآرائهم المختلفة، في البداية تكون عابرة لكنها مع مرور الساعات والأيام والشهور تتحول إلى علاقة تأسر صاحبها، إنها الدردشة أو ”الشات” عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك· هناك من يصبح مدمنا على هذه الدردشة، بل هناك العشرات من علاقات ”الحب” التي تتولد وتنشأ عبر ”الفيس بوك”، وربما أخطر من تلك العلاقة· ويرى المختص في علم الاجتماع النفسي بن عائشة عمار في تصريح ل”البلاد”، أن أي علاقة لا يرى فيها الشخصان ”رجل وامرأة” نفسيهما في الواقع تعتبر مباحة ويسمح هذا النوع من العلاقات أيضا في قول ما يمنعه المجتمع أو مثلما أسماه المختص ”المكبوتات” و”المسكوت عنه أيضا”· وأضاف الخبير بن عائشة أن الغرف المغلقة تمكن من الإفصاح والبوح أيضا وهوما يلعبه ”الفيس بوك” لأنه عبارة عن غرفة تكنولوجية مغلقة تمنح الوقت والفرصة للطرفين في التعبير عن ما يختلج في صدريهما، خصوصا إذا كانا متعطشين للحب· ولفت المختص إلى نظرة جديدة لشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تسيطر على عقول الشباب والفتيات، وأصبحت نافذة يتنفسون منها عندما أوصدت الأبواب في ممارسة علاقات حميمية، قد تتحول إلى علاقات حب قاتلة· المسكوت عنه وراء نوافذ الدردشة لا يمكن أن نختزل نوافذ الدردشة في تقصي المعلومات والسؤال عن الأصدقاء والتواصل بين الأصدقاء، فهي موجودة وأمور عادية، لكن هذه النوافذ التي منحتها الأنترنيت، فسحت المجال أمام علاقات غير مسموح بها في مجتمعنا، حيث أخذت أبعادا خطيرة، لأنها أصبحت علاقات حب بين رجال متزوجين بفتيات يوقعن متصليهم في شراك ب”اسم الفراغ في الحب”· وهنا ذكر المتحدث أن هناك من المتزوجين أيضا من يلجأ إلى سد الفراغ الذي يعيشه في حياته الزوجية بعمليات ”الشات” في الفيس بوك مع فتيات قد يكن في بعض الأحيان وهميات وبأسماء مستعارة، فضلا عن كونهن يوقعن المتزوجين في شراك حب وهمي لا يحمد عقباه· من جهتها ترى الأساتذة نسيمة آيت حمودة المختصة في علم النفس بجامعة بوزريعة في تصريح ل”البلاد”، أنها تحاول أن تقوم بدراسة حول مثل هذه العلاقات التي تولدها شبكة التواصل الاجتماعي ومخاطرها على الشباب· وذكرت المتحدثة أن هناك حالات لنساء متزوجات ولرجال متزوجين يلهون ب”الشات”لتعويض النقص في المشاعر التي كان من المفترض أن يعيشها الجنسان في علاقاتهم الحقيقية وهي الزواج· وأضافت أن هذه الحالات لمتزوجين يصبحون مدمنين على ما يسمى بالدردشة أو ”الشات” اليومي عبر شبكة التواصل الاجتماعي لتصبح علاقات وطيدة، مما يسبب اهتماما مرضيا بالطرف الآخر في الأنترينت تدفع ثمنه الزوجة أو الزوج· كما أشارت إلى أن هناك علاقات تحطمت بسبب علاقات الفيس بوك، لأنه لا يوجد في أي أسرة أن يقبل الزوجين فيما أسمته الأستاذة آيت حمودة ب”الخيانة الزوجية عن طريق الأنترنيت”· الأدهى والأمر في مثل هذه الحالات أن محاكم الأحوال الشخصية سبق لها وأن تطرقت لحالات طلاق سببها ”الشات” في الفيس بوك، لكن هناك من طرح فكرة أخرى وهي ضرورة علاج الأمراض التي صنعتها التكنولوجيا والأنترنيت·