ظهر مؤخرا مفهوم جديد للخيانة الزوجية، ألا وهو الخيانة التكنولوجية ، هذه الطريقة التي اقتحمت حياة الشريكين دون استئذان، وتسببت في خلق جوّ من التوتر ما بين الزوجين ، فكم من عائلات تحطمت و تفسخت علاقاتها وروابطها، ووصلت لحدّ الطلاق . شهرزاد.م كثيرون هم الرجال الذين يجلسون لفترات ممتدة لساعات خلف جهاز الكمبيوتر، يبحرون داخل عوالم الأنترنت وغرف الدردشة، يبحثون عن الصداقة وغيرها، فينشغلون بهذه العادة عن زوجاتهم، ويدخلون في حالة انسجام كبير لدرجة يتحول من خلالها إلى إدمان. إدمان يولّد الغيرة والشك في نفوس الزوجات، خاصة أن عددا من النساء يتحدثن عن دخول أزواجهن في علاقات عاطفية عن طريق غرف الشات والدردشة الفورية. لكن هل يمكن أن ترقى الدردشة عبر غرف الشات إلى خيانة زوجية؟ وهل تتحوّل هذه الدردشات إلى عائق يوقف الانسجام الزوجي؟ وهل الخيانة الإلكترونية ترتبط فقط بالرجال؟ أسئلة وغيرها سنحاول أن نجيب عليها . زوجي يخونني على مرأى من عيني هناك العديد من الأسر التي تفككت بسبب الخيانة الزوجية ، وهي التجربة التي عاشتها السيدة نادية ، سيدة في سن الأربعنيات ، وأم لثلاث أولاد ، حيث صرّحت قائلة " تزوجت بعد قصة حب جمعتني بزوجي لفترة طويلة ، وفي بداية زواجنا كان كل شيئ على ما يرام ، ولكن بمجرّد إنجابي للأطفال بدأ زوجي يتغير ويقضي معظم وقته أمام الحاسوب، ليصبح هذا الأخير جزءا أساسيا في حياة زوجي، بل العلاقة التي تربطه بهذا الحاسوب أكبر بكثير. وفي يوم من الأيام وبعد جلوسه على المكتب بالبيت وبالقرب من جهاز الحاسوب بالطبع لساعات طويلة، دفعني الفضول إلى مراقبته لمعرفة اهتمامه المتزايد بهذا العالم. واكتشفت الحقيقة المرة، إنه يلتقي على الشات يوميا مع نساء ، لكن محافظة على بيتي التزمت الصمت ، غير أن الأمر زاد عن حدّه ، بعدما أصبح يخونني ويتلقى اتصالات هاتفية يوميا من عشيقاته التي يتعرف عليهن عبر الانترنت، ويقضي ساعات طويلة وهو يتكلم عبر الهاتف معهن ، وفي الأخير وبعد فترة اضطررت لطلب الطلاق منه ، والمثير للاستغراب أنه طلّقني بكل برودة . لا يختلف حال سميرة كثيرا. فبالنسبة لها هدفها الأول كان هو أن تحمل لقب متزوجة، مهما كانت الظروف والملابسات. لتكتشف أن زوجها مدمن على عالم النت والدردشة مع الفتيات والنساء ، ويقضي معظم وقته في مكتبه يدردش مع الفتيات ويربط علاقات معهن ، رغم أنها أبدت معارضتها ، و في كل مرة ينشب شجار بينهما بسبب ذلك ، غير أنه لم يعرها أي أهمية ، و اكتفى بالقول لها "عجبك.. ما عجبكش روحي لداركم" ، غير أنها فضّلت الرضوخ للأمر الواقع ورؤية زوجها يخونها يوميا عبر النت ، و صور لنساء من شتى الأعمار، بعضهن ليس غريبا عن الحي الذي يقيمان فيه . ويرى بعض المختصين في علم الاجتماع أن الخيانة الزوجية تحدث عندما تصبح العشرة الزوجية باهتة باردة و روتينية ، ومن هنا يبدأ الرجل بالبحث عن الرومانسية التي اختفت من حياته ، ويبحث عن امرأة تعطيه ما لم تستطع زوجته إعطاءه - كما يدّعي أغلب الرجال- وبذلك يحاول الرجل تجديد رومانسيته. وعلى جانب آخر يجب الانتباه إلى كون الرجل بطبعه يرغب في أن يكون جذابا ومرغوبا فيه على الدوام، فعند تركيز الزوجة لاهتمامها خارج نطاق رغبته وانشغالها بأطفالها وبيتها يوجه أنظاره إلى امرأة أخرى، لكي يثبت جاذبيته . أو عندما تصبح الزوجة لا تحترم زوجها ولا تقدّره ، ولا تشعر برغباته وميولاته، سواء الفكرية أو العاطفية أو الجنسية، أو إذا كانت المرأة تجعل من زوجها محط سخرية أو نقد مستمر ، أو تسخر من تصرفاته أو تنتقده بشدّة ، أو أنها تخرج بمشاكلهما المشتركة خارج إطار حياتهما، فإن كل هذه العوامل قد تدفع به إلى البحث عن امرأة أخرى تحترمه وتقدر حياته.