ما لاحظه الكثيرون مؤخرا في مواكب الأعراس التي تمر عبر العاصمة وضواحيها هو ملازمة عدد من الدراجات النارية لمواكب العرس وتكون دوما على جانبي سيارة العروس تشبّها بمواكب الرؤساء التي عادة ما تكون ملحقة بدراجات الحرس الجمهوري فظهرت وكأنها مواكب حقيقية للرؤساء. خباجة نسيمة بحيث راحت العديد من العائلات إلى مواكبة ذلك التقليد من اجل التجديد في المواكب وإخراجها عن الصبغة المعتادة، ومنها من راحت حتى إلى كراء تلك الدراجات بعد أن صارت حرفة يمتهنها بعض الشبان ممن يملكون دراجات فاخرة اقتنوها بعشرات الملايين، سيما وانه كلما كانت الدراجة متطورة ومن آخر طراز كلما تمكن مالكها من خلق أجواء ممتعة وبهيجة في الموكب بدليل تراقص تلك الدراجات وتمايلها واتخاذها أشكالا عمودية حتى تكاد تنحرف وتنقلب على مستوى الطريق وهو الجانب السلبي الذي يلحق بتلك الظاهرة الجديدة. وانجذب الكل لتلك المواكب الملحقة بدراجات نارية كثيرة قد تفوق العشرة في الموكب الواحد، لكي تحاذي جانبي سيارة العروس وتأتي بعدها السيارة الملحقة بفرقة الزرناجية وتليهما بقية السيارات الأخرى. وانتشرت تلك المواكب بكثرة خاصة في العاصمة بعد أن تخصص بعض الشبان في كراء دراجاتهم النارية لأصحاب الأعراس وجعلها مصدرا لاسترزاقهم، ذلك ما وضحه لنا السيد فاروق من حسين داي بالعاصمة الذي قال انه في عرسه لم يحتر كثيرا بعد أن راودته فكرة إلحاق الموكب بدراجات نارية، خاصة وانه يعجب بالمواكب الملحقة بالدراجات، فاستنجد بابن حيه الذي يمتلك دراجة نارية وهو بدوره على معرفة بأصدقاء آخرين يمتلكون دراجات نارية، ولا مانع لهم في كرائها له في يوم الزفاف، فرحب كثيرا بالفكرة وجلب له بالفعل ثمانية دراجات نارية، و كلفه كراء الواحدة منها 1000 دينار جزائري لكنه وجد أن كل شيء يهون من اجل الاستمتاع بتلك اللحظات البهيجة يوم العرس التي كانت لحظات ممتعة وظهر موكب عرسه وكأنه موكب رئيس. نورهان من العاصمة مقبلة على الزواج اشترطت على زوجها أن يرفق موكب زفافهما بمجموعة من الدراجات النارية من اجل تزيينه وظهوره بشكل جذاب خاصة وأنها سوف تزف في سيارة الليموزين الفخمة، وقالت انه سيكون موكب فريد من نوعه في يوم العرس، ورأت أنها فرحة العمر ولا يعز المرء فيها أي شيء من باب الذكرى والاستمتاع بتلك الأجواء. بالفعل تلك الدراجات النارية ميزت بكثرة مواكب الأعراس الجزائرية في الآونة الأخيرة التي اصطبغت بذلك العرف الجديد الذي لازم العائلات، دليل ذلك ظهور مواكب مماثلة في الطرقات مع افتتاح موسم الأعراس هذا العام، إلا أن الشيء الذي يعاب على تلك الظاهرة الجديدة التي دخلت مؤخرا إلى مواكب أعراسنا هو التهور والقيادة الجنونية لتلك الدراجات من طرف الشبان حتى يخيل للمرء أنها سوف تنحرف بفعل تراقصها وتمايلها العشوائي يمينا وشمالا، مما قد يتسبب في حوادث أليمة لا تتلاءم البتة مع الأجواء البهيجة للعرس، فالحذر هو جد مطلوب في هذه الحالة للمحافظة على أجواء الغبطة والفرح المميزة للأعراس الجزائرية.