عقد سفير العراق بالجزائر الأستاذ عدي الخير الله صبيحة أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة العراقية بالجزائر استعرض فيه التطورات الأمنية الخطيرة المتسارعة التي يشهدها العراق حاليا، والتي قال عنها بأنّها مؤامرة حيكت خيوطها لضرب وحدة العراق وشعبه ترعاها أطراف سماها بالصهيونية وأخرى عربية داعمة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعترف بتسميته بتنظيم”داعش” لم يسميها. عن الأسباب التي تقف وراء انعقاد هذا المؤتمر الصحفي والمطلوب من الدولة الجزائرية تجاه الأزمة في العراق قال السفير عدي الخير الله أن العراق بحاجة إلى دعم سياسي ومعنوي ولا حاجة لبلاده لرجال أو مال، وأنه عقد مجلسه هذا لمناشدة الرأي العام الجزائري والسلطات الجزائرية بشجب وتنديد ما يجري من تقتيل وانتهاك للحرمات والأعراض في العراق، وإيصال صوت العراق إلى المنابر والمحافل الدولية كالجامعة العربية وغيرها التي تعتبر الدولة الجزائرية عضوا فيها. وعن سؤال بشأن تواجد شركة سوناطراك للبحث والتنقيب عن النفط في العراق، قال السفير عدي أنه في وقت ما فتحت بلاده مناقصة حرّة من هذا القبيل لكن سوناطراك في تلك الفترة كانت تعاني مشاكل داخلية ولم تقدم عرضا بهذا الشأن. لكنه أكد أنه يوجد بالعراق خبراء جزائريين كثيرين في هذا المجال وليس شركات. وعن سؤال السجناء الجزائريين المتواجدين في العراق، قال الخير الله بأنّ القائمة أصدرتها أجهزة استخبارات أمريكية وأنه لا علم له بمضمونها وأضاف أنه يعتقد بأن أجهزة الاستخبارات الجزائرية قد أشعرت بعددهم الحقيقي، وأفاد بأنه تم إطلاق سراح ثلاثة سجناء لحد الآن وأن تنظيم انتخابات في العراق حال دون مواصلة العفو، لكنه أكد أنه لن يفرج عن المتورطين في قضايا الإرهاب والجنايات لأن القانون والدستور العراقيين لم يتطرقا إلى عفو من هذا القبيل. وعن الوضع الإنساني المتردي في العراق قال السفير عدي أن تنظيم داعش هو المتسبب فيه بسبب التخريب والجرائم التي يرتكبها يوميا في حق العراقيين وبرر لجوء قوات بلاده إلى السلاح بكون الوضع الذي استعمل فيه السلاح لا يقاوم إلا بالسلاح. وعن رده عن أولئك الذين يعتقدون بأن المالكي وراء الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق وتنامي تنظيم داعش هناك بسبب طائفيته ومواقفه المتصلبة تجاه طائفة السنة وتهميشه لها، قال السفير عدي، أن هذه المواقف تضليل إعلامي وتحريف للوقائع وأنه يعرف المالكي معرفة شخصية وأنه بعيد عن كل هذه التهم والشبهات. وعن إمكانية التدخل الأمريكي في العراق، عبر السفير العراقي عن عدم ارتياحه لتأخر تدخل إدارة الرئيس أوباما لضرب القواعد الخلفية لتنظيم داعش رغم ما تقترفه يوميا من جرائم حيث قال ”الأمريكان يملكون الخرائط ويعلمون بالتحديد أين يتموقع مقاتلو تنظيم داعش بالأمس دخل الأمريكان محتلين واليوم نحن من نطالبهم بالتدخل لإنقاذ العراق من تنظيم داعش” وعن تداعيات الأزمة السورية على العراق قال السفير العراقي بالجزائر أنه منذ اشتعال فتيل الأزمة بسوريا حذرنا المجتمع الدولي من تبعاتها، ودعوناه إلى الإسراع في حلها سلميا وحذرنا من أي تدخل أجنبي بسوريا، إيمانا واعتقادا منا بخطورة الوضع. واستطرد قائلا: ”لولا الأحداث الدائرة في سوريا لما جرى ما جرى في العراق”، وخلص القول أن ”العراق يحارب الإرهاب نيابة عن كلّ العالم”.