يبدو أن التطمينات التي قدمها وزير الري والموارد المائية حسين نسيب في زيارته الأخيرة لولاية بومرداس من خلال إنهاء أزمة العطش ب 152 قرية، ذهب هباءً منثورا مقارنة بما تشهده هذه الأيام الجهة الشرقية للولاية من أزمة عطش حادة خاصة بقرى بلدية بغلية وبن شود وتاورقة، ما ينبئ برمضان عصيب على سكان هاته المنطقة. ل. حمزة كما توقعه العديد من السكان الذين تحدثت إليهم (أخبار اليوم) أن البرنامج الخاص الذي تُسطره مديرية الموارد المائية لولاية بومرداس في كل مرة، بهدف التقليل من حدة مشكل النقص في التزود بالمياه الشروب خلال فصل الصيف ببلديات الولاية خاصة المعزولة منها، تبقى برامج على الورق فقط، وهذا ما ترويه العديد من العائلات التي تشكو ويلات العطش خاصة ونحن في أولى أيام رمضان الكريم مع الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، السكان أكدوا أيضا أنهم يواجهون نفس سيناريوهات الأعوام السابقة التي بدأت تظهر ملامحها، حيث لا يزال مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب هاجسا يواجه القرى والمناطق النائية شرق الولاية على غرار قرى بلدية بن شود، أعفير، بغلية، تاورقة، الناصرية، برج منايل، إذ تشهد العديد من هذه المناطق نقصا فادحا في التزود بهذه المادة الحيوية، خاصة مع دخول موسم الحر، كما نقل العديد من قاطني هذه القرى معاناتهم المتكررة، من انقطاع الماء الشروب عن حنفياتهم، خاصة خلال هذا الشهر الكريم أين زادت حدتها -حسبهم-، الأمر الذي خلق استياء لديهم، كما تحدث آخرون أن الماء يصلهم مرتين في الأسبوع ولا يلبي حاجياتهم، مما اضطر العديد منهم إلى اقتناء صهاريج ووضعها على الأسطح، مضيفين أن الماء بعدما كان يصلهم في الفترة الصباحية، أصبح يأتيهم في ساعات متأخرة، كما طالبوا بتدخل السلطات المعنية وانتشالهم من معاناتهم المتواصلة جراء هذا المشكل. وعلى هذا النحو وصلتنا أمس شكوى سكان قرية تازروت ببلدية بغلية شرق الولاية، الذين لا يزالون يتذوقون مرارة المعاناة من التذبذب الحاصل في توزيع الماء الشروب بهذه المنطقة التي فضل العديد من قاطنيها وفي ظل الجفاف الرحيل عنها، فيما كانت ردة فعل البعض الآخر الاستسلام والسعي وراء تجارة الصهاريج التي أثقلت كاهلهم، وما زاد الطين بلة حسب ما أكده السكان في شكواهم أن الماء لم يزر حنفياتهم منذ 3 أيام بسبب (تماطل) الجهات الوصية في إصلاح العطب الذي أحدثه أحد المزارعين الذي قام على استخراج بعض الأنابيب تزويد المياه القديمة، وفي غفلة منه أحدث عطبا في القناة التي تزود سكان قرية تازروت بالمياه الصالحة للشرب، ما أدخله في أزمة عطش حادة، وحسب تصريحات السكان فقد تنقلت المصالح الوصية من أجل تصليح العطب، إلا أنها وجدت صعوبة في ذلك لتعود أدراجها ضاربة شكاوي المواطنين عرض الحائط، ما جعلهم يستنكرون تماطلها في العودة لإصلاح العطب. في السياق، سكان قرية مشارف من جهتهم عبروا عن احتجاجهم وضجرهم من إستخدام الطرق التقليدية لجلب المياه الصالحة للاستعمالات اليومية وأبرزها الاعتماد على حمل عشرات القارورات البلاستيكية على البغال والأحمرة وقطع الكيلومترات الجبلية في عز رمضان، فيما تبقى معاناة بيع كميات من الماء الشروب بمبالغ تفوق في الغالب 700 دج تثقل كاهل المواطن العادي بهذه المنطقة النائية. من جهة أخرى، أعرب السكان أنهم يواجهون نفس معاناة الصائفة الماضية مع انقطاعات الكهرباء التي عاثت بأجهزتهم ما كلفهم خسائر مادية معتبرة، مشيرين أن المخطط الاستعجالي الذي وضعته سونالغاز للقضاء على انقطاعات الكهرباء خلال الصيف، حال دون تدارك الوضع الذي زادت حدته خلال الفترة الأخيرة حسب تصريحات السكان الذي أكدوا أنهم في عديد من المرات ما أفطروا على أنوار الشموع، لتبقى معاناتهم مع هذا المشكل تراودهم كل ما حل فصل الصيف، متسائلين إلى متى ستدوم، ومجددين مناشدتهم للسلطات الوصية بالتدخل العاجل لوضع حد لهاته المعضلة التي أرهقت كاهلهم.