يبدو أن البرنامج الخاص الذي سطرته مديرية الموارد المائية لولاية بومرداس، بهدف التقليل من حدة مشكل النقص في التزود بالمياه الشروب خلال فصل الصيف ببلديات الولاية خاصة المعزولة منها بربطها بقنوات تزودهم بالمياه من سد تاقصابت، وكذا المخطط الإستعجالي لسونالغاز للقضاء على الإنقطاعات الكهربائية ظهرت بأنها برامج على الورق فقط، حسبما ترويه العديد من العائلات التي تشكو ويلات العطش خاصة خلال شهر رمضان الذي يشهد انقطاعات غير محدودة في لتزود بالماء الشروب، وانقطاعات في الكهرباء. السكان (المغبونون) أكدوا أن سيناريو العام الماضي بدأت تظهر ملامحه، حيث لا يزال مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب هاجس يواجه القرى والمناطق النائية شرق الولاية على غرار قرى بلدية بن شود، أعفير، بغلية، تاورقة، الناصرية، برج منايل، إذ تشهد العديد من هذه المناطق نقصا فادحا في التزود بهذه المادة الحيوية، خاصة مع دخول موسم الحر، كما نقل العديد من قاطني هذه القرى معاناتهم المتكررة، من انقطاع الماء الشروب عن حنفياتهم، خاصة خلال هذا الشهر الكريم أين زادت حدتها حسبهم، الأمر الذي خلق استياء لديهم، كما تحدث آخرون أن الماء يصلهم مرتين في الأسبوع ولا يلبي حاجياتهم، مما اضطر العديد منهم إلى اقتناء صهاريج ووضعها على الأسطح، مضيفين أن الماء بعدما كان يصلهم في الفترة الصباحية، أصبح يأتيهم في ساعات متأخرة، كما طالبوا بتدخل السلطات المعنية وانتشالهم من معاناتهم المتواصلة جراء هذا المشكل. وعلى هذا النحو وصلتنا شكوى سكان شرابة، الذين تذوقوا مرارة المعاناة من انعدام الماء الشروب بهذه الرقعة الجغرافية التي فضل العديد من قاطنيها وفي ظل الجفاف الرحيل عنها، فيما كانت ردة فعل البعض الآخر الاستسلام والسعي وراء تجارة الصهاريج التي أثقلت كاهلهم، وقد بلغ بالبعض منهم إلى بيع أغنامه لاقتناء هذه المادة الحيوية. سكان قرية مشارف من جهتهم عبروا عن احتجاجهم وضجرهم من استخدام الطرق التقليدية لجلب المياه الصالحة للاستعمالات اليومية وأبرزها الاعتماد على حمل عشرات القارورات البلاستيكية على البغال والأحمرة وقطع الكيلومترات الجبلية في عز رمضان، فيما تبقى معاناة بيع كميات من الماء الشروب بمبالغ تفوق في الغالب 700 دج تثقل كاهل المواطن العادي بهذه المنطقة النائية. من جهة أخرى أعرب السكان أنهم يواجهون نفس معاناة الصائفة الماضية مع انقطاعات الكهرباء التي عاثت بأجهزتهم ما كلفهم خسائر مادية معتبرة، مشيرين أن المخطط الاستعجالي الذي وضعته سونالغاز للقضاء على انقطاعات الكهرباء خلال الصيف، حال دون تدارك الوضع الذي زادت حدته خلال الشهر الكريم حسب تصريحات السكان الذي أكدوا أنهم في عديد من المرات ما أفطروا على أنوار الشموع، لتبقى معاناتهم مع هذا المشكل تروادهم كل ما حل فصل الصيف، متسائلين إلى متى ستدوم، ومجددين مناشدتهم للسلطات الوصية بالتدخل العاجل لوضع حد لهاته المعضلة التي أرهقت كاهلهم.