دعا عبد الرزّاق فسّوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، الفُرقاء في مصر إلى مصالحة وطنية كالتي صنعتها الجزائر، مؤكّدا أن مصر لا يبنيها فريق واحد ولا مذهب واحد، قائلا في كلمته في العدد الأخير لأسبوعية (البصائر) لسان حال جمعية العلماء المسلمين: (يا أبناء مصر الكنانة، ونحن في مستهلّ شهر رمضان، شهر التسامح والمغفرة والمحبّة والتضامن هلمّوا جميعا إلى مصالحة شاملة كالتي صنعتها الجزائر، تبدأ من المصالحة مع الذين تختلفون معهم، حتى يلتئم جرحكم ويُقبل صومكم ويتوحّد جمعكم، وثقوا من أن مصر لا يبنيها فريق واحد ولا مذهب واحد وإنما يبنيها الإيماني والعلماني والقبطي والإخواني، فإن لم تفعلوا فسيكون الدم الذي يراق بالمحاكمات والسجن الذي يحشد بالاعتقالات والجموع المتظاهرة التي تفرق بالمفرقعات هي مبطلات للوطنية وللصّوم مفسدات، واللّهم إنّي صائم). وأضاف الدكتور فسّوم: (إذا عدنا إلى مصر الكنانة، قلب العروبة النابض ورمز الأزهر الرابض ومعدن الفكر والفنّ والأدب الناهض، هالك في شوارعها زرع المتاريس ومطاردة العتاريس والزجّ في السجون بالطالب والطالبة والأنيسة والأنيس ولا ذنب لهم جميعا إلاّ الإعراب عن مشاعر حرّية الفكر والتدريس، عجيب -واللّه- لدولة تسجن رؤساءها وتعدم علماءها وتعتقل حكماءها وتعذّب فقهاءها وتكمّم شعراءها وتقصي نبلاءها، ثمّ تطمح أن تحقّق الاستقرار والديمقراطية). وتطرّق رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى حال الأمّة العربية، معرّجا على الوضع في كلّ من العراق، سوريا، ليبيا وباقي بلاد المسلمين، معتبرا الصّمت عمّا يحصل للأبرياء من النّساء والرّجال والأطفال من ترويع وتجويع من مبطلات الإسلام. وتقدّم فسّوم بالتحية لفريق كرة القدم الجزائري على ما أحرزه من فوز في تصفيات كأس العالم وما رافق فرحة الفوز من إذكاء للرّوح الوطنية في نفوس الجماهير، إلاّ أن هذا الفوز في رأيه (يجب أن لا ينسينا معاناة أبنائنا وهم في السجون الإسرائيلية والعربية قابعون، وهم مشرّدون في الخيام تائهون وجائعون، ومظلومون وخائفون من سيف الجلاد، فهم يتضرّعون).